ولكون الإرهابيين مثل خفافيش الظلام، ولأنهم لا يعيشون إلا على الدم والدمار، ولأن من شيمهم الغدر، فإن ما قاموا به في كريتر العدنية مؤخرا يدعو الى ضرورة إجتثاث تنظيماتهم الخطيرة.
لقد كشف هجوم كريتر الإرهابي عن خطورة استمرار القاعدة وداعش في التموضع جنوبا وبشراكة وثيقة مع قيادات فاعلة في تنظيم الإخوان لدى الشرعية اليمنية، ليؤكد التنسيق المشترك لثلاثي الإرهاب من تنظيمي القاعدة وداعش والإخوان، ويضع العديد من التساؤلات حول الدور الذي يقوم به بعض قادة التحالف العربي في عدن من دعم وتسليح للبلاطجة؟!
أن ما حدث في حي كريتر هو تصعيد غادر لم يكن في الحسبان، ادى الى إرهاب ساكني المدينة الأمنة، واكد على ان التنظيمات الإرهابية كانت حاضرة في مشهد الصراع والتحشيد في مدينة كريتر ، حيث كانت عناصرها الإرهابية تقوم بعملية تنظيم وتمترس للخلايا منها النائمة ومنها المتحركة التي قدمت من معقل التنظيم في محافظة البيضاء. وفي الوقت نفسه كانت عملية إستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفه تتم تحت غطاء جيش “الشرعية الاخوانية” القابضة على مفاصل البلاد سياسيا واقتصاديا، تلك الشرعية التي كانت تغض الطرف عن نشاط حليفها الإرهابي لاستخدامه أثناء الهجمات والاغتيالات للكوادر الجنوبية في العاصمة عدن.
لقد شاهدنا وشاهد الإقليم والعالم ظهور عناصرهم الارهابية بالصوت والصورة وفي مقاطع فيديو مرئية اختاروا نشرها لبث الرعب في عدن. ولكن الله سبحانه وتعالى كشف مكرهم دون ان تتحقق مأربهم التي يريدون الوصول اليها، وهي بحسب ما تبين من واقع الهجوم الارهابي على النحو التالي:
اولاً: السيطرة على مدينة كريتر بالتنسيق مع شرعية الاخوان وبتواطئ من معين عبد الملك الذي وصل خصيصا ليشهد عملية اسقاط مدينة عدن من الداخل لصالح الشرعية الاخوانية وهزيمة المشروع الداعي الى إستعادة الدولة الجنوبية.
ثانياً: إعاقة وصول المبعوث الأممي الجديد إلى عدن السيد هانز غروندبرغ Hans Grundberg ومنع لقاءه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي لإظهار أن الوضع في الجنوب غير مستقر وغير أمن.
ثالثاً: لفت الأنظار إلى الحدث، وتخفيف الضغط على حكومة الشرعية الاخوانية بعيدا عن تحمل مسؤوليتها لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة من كهرباء ورواتب وانهيار العملة وانتشار الوباء والفقر والجوع.
رابعاً: التستر على الهزائم التي منيت بها شرعية الاخوان في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب، وتسليم جيشها للاسلحته ومعداته للحوثيين، في مشهد مهين” سلم واستلم”.
وكانت أمريكا والدول الغربية قد حذرت من انتشار “الإرهاب” في الجنوب، واتخاذ من الجنوب قاعدة لانطلاق الاعمال الإرهابية ضد المصالح الدولية وخاصة في بحر العرب والبحر الاحمر.
لقد اشارت تقارير مخابراتية واعلامية غربية أن هذا الظهور يمثل خطراً حقيقياً ويكشف مدى التنسيق بين قوى سياسية في الشرعية اليمنية والجماعات الإرهابية، وكيف أن هذه القيادات هي من توفر الملاذ الآمن للإرهاب والحماية تحت غطاء القوات الحكومية، كما كشفتها احداث محافظة البيضاء مؤخرا.
إن التحديات والمخاطر التي تواجه الجنوب اليوم، تستوجب من كل القوى والمكونات السياسية الجنوبية التوحد ورص الصفوف لمنع تنامي وانتشار تلك القوى الإرهابية، مع الأخذ بالاعتبار ان القوى المعادية تتربص وتتحين الفرصة لإنشاء معاقل إرهابية جديدة في الجنوب، خصوصاً أن أذرعها لا تزال ممتدة في مختلف مفاصل الشرعية اليمنية، هذا ما يقتضي المزيد من اليقظة والحذر.
خلاصة القول .. لا شك أن ارتباط قيادات الشرعية الاخوانية بالارهاب، يعرقل مكافحة التنظيمات الارهابية. فالشرعية الاخوانية، رغم إدعائها إعلاميا محارب الإرهاب، الا ان الحقيقة تؤكد حاجتها الدائمة لوجود الإرهابيين والبلاطجة، كونهم يشكلون أحد أدواتها الأساسية في السيطرة على البلاد والعباد.
وما نريد التحذير منه هو ان الارهاب بتكويناته التنظيمية وقياداته المتطرفة وعناصره المقاتلة سيبقى في وطننا الجنوب طالما القيادات الإخوانية متربعة في قمة حكومة الشرعية اليمنية.وما استهداف موكب محافظ عدن إلا امتداد لهذا الدور الذي تقوم به التنظيمات الإرهابية خدمة لاهداف الشرعية الاخوانية.