على الرغم من الصراع الدائر في اليمن بصورته الطائفية، بين إيران والسعودية، يبدو أن المسار السياسي للحكم في اليمن الشمالية يتجه نحو استعادة الملكية التي تتناسب مع طبيعة الحكم في المملكة السعودية، كما كان الحال في السابق. وهي الصيغة التي تروق للسعودية وتجد فيها تناغماً وانسجاماً مع جارتها مستقبلاً.
وقد صرح زعماء إخوان اليمن -الذين تدعمهم السعودية باسم الشرعية- أن مستقبل الحكم في اليمن ليس بأيديهم حتى وإن كانوا كحزب مسيطرين على السلطة حالياً، وأنهم لا يستطيعون إلا القبول بما سيقرره الحوثيون أنفسهم. وهذا هو الأمر الذي يبدو بديهياً بالنظر إلى معطيات عديدة على الأرض.
وفي هذا الاتجاه، لا ترى السعودية حلاً لمستقبل الحكم في الجنوب غير ضم الجنوب إلى الصيغة التي تتناسب معها ومع دول الإقليم، لاسيما وأنها قد أصبحت تمارس عليه دور الوصي، وأصبح الجنوب تحت تصرفها عبر سلطة الشرعية التي فرضتها على شعب الجنوب لتجوّعه وتعذبه إلى الدرجة الي يصل فيها إلى حالة "الصدمة" التي ستجعله يقبل بما تراه السعودية مناسبا لها كمملكة، فضلاً عن كونها ذات نفوذ في المنطقة.
وهذا ما لا يرضاه شعب الجنوب لنفسه وللأجيال القادمة.
د عبيد البري