مما لا شك فيه أن لوضوح الهدف المجتمعي أو الوطني المشروع أهمية كبيرة في وحدة نضال المجتمع من أجل تحقيق كافة المطالب التي يستحيل الوصول إليها بدون تحقيق الهدف الأساسي أولاً.
وفي تقديري أنه من السهل، بل من الضرورة بمكان تحليل الواقع لتحديد الهدف الذي من خلاله يستطيع المجتمع تحقيق مطالبه بعيداً عن أي تأثير أو إلتفاف عليها من قبل القوى السياسية المهيمنة على الجنوب.
ولذلك يمكنني الإشارة إلى ما يلي، على سبيل المثال:
- إنكم إن طالبتم بنقل القوات إلى الجبهات، فإن مشاورات الرياض قد استبدلت العمل العسكري بالتفاوض مع الحوثيين. واستبدلت مهمة "رص الصفوف ضد الحوثيين" التي في اتفاق الرياض بمهمة "رص الصفوف لأجل السلام".
- وإن طالبتم باستبدال القوات بقوات حضرمية، فإنما تذهبون بعيداً عن الحقائق الموضوعية على الإرض، التي من أهمها أن تلك القوات العسكرية ليست قوات فائضة في جيش الاحتلال اليمني، بل إنها القوات التي يُعتمد عليها في الدفاع عن مصالح الاحتلال في أهم منطقة جنوبية تتجاذبها القوى الإقليمية والدولية في ظل هذا الاحتلال الذي يضمن لها تحقيق كافة أطماعها، سواءاً كانت في الاستيلاء على الأرض أو على الثروة النفطية والمعدنية، أو على العائدات المالية الوطنية والاستثمارية، أو غير ذلك.
- وإن أنتم طالبتم الاحتلال وداعميه بإزالة قوى الفساد والإرهاب والتطرف من وادي حضرموت، فكإنما تبرئون الاحتلال من كل ذلك.
وعليه، إما أن يكون الهدف هو إزالة قوى الاحتلال، أو أن تكون النتيجة: لا هدف لتحقيقه ولا مستجيب للمطالب.
د عبيد البري
.