من المعروف أن المجلس الانتقالي الجنوبي قد تشكل وفقاً لإعلان عدن التاريخي، وعلى أساس التفويض الشعبي المشهود للقائد عيدروس الزُبيدي بتكوين قيادة سياسية وطنية برئاسته لإدارة وتمثيل الجنوب. وبموجب ذلك التفويض تم الإعلان عن تشكيل هيئته الرئاسية في 11 مايو 2017م.
وبالنظر إلى أن قرار تشكيل المجلس الانتقالي ليكون نداً مواجهاً لكل من الشرعية والحوثيين معاً، قد جاء في ظل اشتداد ظلم "الشرعية" لشعب الجنوب، وخيانتها للشراكة التي التزمت بها مع المقاومة الشعبية في مواجهة جماعة الحوثي... فهل يُعقل أن يكون المجلس اليوم بمثابة قِبلة لمن كانوا آنذاك ضد الانتقالي من التابعين لـ"الشرعية" والمناصرين لها؟!.
صحيح أن تشكيل المجلس الانتقالي كان على عجل. الأمر الذي نتج عنه عدم الدقة في اختيار قيادة ترتقي إلى المستوى المطلوب للدفع بالعمل السياسي قدماً "بثبات وأمان وإخلاص" كما كان متوقعاً أن تكون طالما الرئيس هو القائد الفذ عيدروس الزبيدي، ولكن الوقت قد حان للتصحيح... كما يراه الرئيس عيدروس الزبيدي وليس كما يرضى به غيره ممن لهم مواقف ضد الانتقالي.
لقد أشار الرئيس عيدروس الزبيدي في لقائه بكوادر الأمانة العامة للمجلس الانتقالي إلى أن الهدف من هيكلة المجلس هو رفع فاعلية عمل المجلس وتطويره من خلال التجديد وضخ دماء شابة ورفع كفاءة الكادر... وذلك لمواجهة أي تحديات قادمة قد تقف أمام الجنوب وقضيته العادلة في المجالات كافة.
ونتمنى على الرئيس عيدروس أن يعيد الاختيار -هذه المرة- بدقة، وأن يبذل ما استطاع من جهد، في تقييم الكل دون استثناء، لأجل تغيير ما يتوجب تغييره في مصلحة العمل السياسي العام وتحقيق الهدف السامي الذي التزم بهما المجلس الانتقالي وينتظر الشعب نتائج العمل على الصعيد الوطني.
*- الدكتور عبيد البري
عدن 28 مارس 2023م