بعد نصف قرن ونيف لم يعد متبقيا من أثر ثورة 26 سبتمبر في منطقة وأرض ميلادها وانطلاق شرارتها وانتصارها سوى ذكريات ساكنة في ذاكرة قلة قليلة من ساسة وشعب الشمال، ذكريات يحاول هولا حبسها وعدم الحديث عنها علنا ناهيك عن الاحتفال وإقامة الافراح والليالي الملاح ابتهاجا بها.
تقريبا الشمال عن بكرة أبيه حذف ملف ثورة سبتمبر التي تحل ذكراها ال 58 من ذاكرته معتبرا إياها ثورة ظالمة قامت ضد الفئة المقدسة التي حكمت الشمال قبلها.
واستبدلوا أي الشماليون احتفالاتهم السنوية المعتادة بذكراها السنوية في 26 من شهر سبتمبر كل عام بالاحتفال بذكرى ثورة 21 سبتمبر "الحوثية" بدليل أننا لم نقراء عن أي أعمال تحضيرية أو نشاهد اي مشاهد احتفالية لهذه المناسبة في مايزيد على 99٪ من جغرافية الشمال اليمني.
وعلى العكس تماما قرأنا وسمعنا عن تحضيرات كبيرة تجري على قدم وساق للاحتفال بذكرى تلك الثورة التي نساها أهلها في محافظة جنوبية واحدة ،اكرر محافظة جنوبية واحدة فقط وهي شبوة.
فهناك في عتق عاصمة شبوة التي تخضع إداريا وسياسيا في الوقت الراهن لسيطرة حزب الإصلاح وتقع عسكريا في قبضة قوات عسكرية شمالية وموالين محليين لها، تجري تحضيرات كبيرة لإحياء ذكرى الثورة السبتمبرية عبر تنظيم عدد من الفعاليات.
وعندما أقول شبوة فلا أعني شبوة كلها بارضها واهلها بل أقصد شبوة بحكامها السياسيين والعسكريين وحاشياتهم فقط.
فشبوة الكبيرة بمديرياتها المترامية الأطراف وأبنائها الذي يقترب تعدادهم من المليون نسمة لم تأبه بما يجري في حياض العاصمة عتق ولم ولن تشارك في تلك التحضيرات ولن تحتفل بها وتحيي ذكراها .
واليوم وبما أن شبوة المحافظة الوحيدة من بين محافظات الجنوب والشمال معا التي ستحتفل غدا بذكرى ثورة سبتمبر هل يعني ذلك تهاوي قلاع الثورة السبتمبرية وانهيار حصونها العتيقة في منطقة ميلادها والمناطق الأخرى ولم يتبقى لها وجود إلا في نطاق جغرافي محدود جدا ،ولم تتبقى إلا شبوة قلعتها الاخيرة؟