تحدثت في مقال سابق عن عدن ووضعها الراهن وأسبابه والجهات المتسببة في إيصاله إلى هذه المستوى من السوء ، وتحدثت ايضا عن آمال أهالي عدن الكبيرة في محافظها الجديد احمد حامد لملس في انتشال مدينتهم من وحل ذلك الوضع وتطرقت إلى شروط نجاح المحافظ في هذا الشأن.
واليوم وقد قضي نحو الاسبوعين منذ تسلم لملس مهامه في قيادة وإدارة شؤون عدن يتسائل كثيرون عما أنجزه الرجل في معالجة الملف الخدمي الشائك.
نعم المواطن البسيط المكتوي بنيران ذلك الوضع الخدمي المتردي يتسائل ببراءة خالية من الدوافع السياسية والحزبية كونه يريد التخلص من معاناته الشديدة والطويلة من انقطاع التيار الكهربائي وتوقف ضخ المياه إلى منزله وتراكم أكوام القمامة في الشوارع والحارات ويريد التخلص من الروائح الكريهة المنبعثة من مستنقعات مياه الصرف الصحي. المواطن أحلامه بسيطة جدا ، يريد تعليم أبنائه بشكل صحيح وعلاج مرضاه في الداخل دون الحاجة للسفر إلى الخارج يريد مؤاد غذائية بأسعار معقولة .
يتساءل ببراءة كما اسفلت غير آبه بما يجري خلف الأبواب المغلقة ولا يكترث للعراقيل والمعوقات التي تقف في طريق المحافظ لتحقيق آماله وتطلعاته البسيطة.
فما لا يعلمه هولا البسطاء أن المحافظ بمجرد وصوله العاصمة عدن وممارسة مهامه كمحافظ لها وجد نفسه يقف على هرم كبير من المشكلات المتراكمة معظمها مفتعله صنعت مأساة الخدمات وانتجت تلك المعاناة.
مشكلات كثيرة ومتنوعة لا حصر لها متزامنة مع ضعف بل انعدام كامل لإمكانيات مواجهتها وبالتالي حلحلتها وتخليص المواطن منها. ومع ذلك وفي خضم الظروف بدا المحافظ مشوار انتشال وضع عدن بداية عملية تعتبر الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة أبرز ادوات تنفيذها، باذلا جهود متواصلة طيلة ساعات اليوم في العمل الميداني والمكتبي والاتصال والتواصل داخل عدن وخارج حدود الوطن.
ولأنه اي المحافظ ليس ببعيد عن عدن وما يعتريها من مشاكل عمل منذ البداية على ترتيب أجندته وتحديد أولوياته والبدء من حيث انتهى من سبقه.
فها هو يعمل على تفعيل دور الأجهزة الأمنية ورفع جاهزيتها وتقييم أداءها بشكل مستمر من خلال الانعقاد الأسبوعي لاجتماع اللجنة الأمنية لإيمانه المطلق بأن الأمن هو ضمان تنفيذ ونجاح اي عمل في مجالي البناء والتنمية ، وتنفيذ برنامج زيارات تفقدية للمرافق الخدمية للاطلاع على انشطتها ومشاكلها والسؤال عن احتياجات ومتطلبات عملها والسعي لتوفيرها لكي تعاود عجلة انتاجها الدوران وبالتالي تقديم خدماتها للمواطن.
قد تكون النتائج بطيئة ولكنها تعد بداية مشجعة والأهم هو ضمان سير عملها بشكل تصاعدي نحو تحسين اداء هذا المرفق الخدمي أو ذاك لتصل في الأخير لوضعها الطبيعي المرجو.
الخلاصة أن أمر عدن ليس بسيطا كما يظنه البعض ، بل صعبا ومعقدا جدا بحاجة لجهد خرافي وامكانيات كبيرة ووقت طويل والأهم من ذلك أن معالجته علاج ناجع بحاجة لدولة بكل مقوماتها وإمكانياتها وجهود المحافظ وجهوده في هكذا ظروف وبهكذا إمكانيات ستبقي هذه المرافق المتهالكة على قيد الحياة تؤدي خدماتها ولو في حدها الأدنى على الأقل في الوقت الراهن.