أعترف كما يعترف الإقليم و العرب و العالم ان الإنتقالي رقم صعب على الأرض و أثبت أنه استطاع ان يقنع الكثير من الجنوبيين بأن يكون ممثلهم، ففوضوه، و شكل قوة عسكرية طردت الإنقلابيين من عدن، و اثبت الإنتقالي انه حليف حقيقي للتحالف.
رفع الجنوبيون علمهم الجنوبي في كل أراضيهم المحررة، و أبقى الشماليون على علم الوحدة في أراضيهم، و بالنتيجة أصبح لدينا علمان على الأرض، كل علم يمثل قضية و مشروع، الجنوبيون يريدون استعادة دولتهم، و الشماليون يطالبون ببقاء الوحدة!
الشماليون تناسوا أنهم من أنهى الوحدة بين الدولتين بغزوهم للجنوب عامي 1994م و 2015م
*
بالنتيجة اتضح للجميع ان الصراع هو شمالي/جنوبي، و ليس إختلاف حول وحدة انتهت بغزوتين على الجنوب، و خاف الشمال من ضياع الجنوب، فأتفق الرئيس الهالك صالح و الحوثي على غزو عدن و الجنوب، و لكنهم تفاجأوا بقوة المقاومة الجنوبية و بمساعدة عاصفة الحزم، فتمكن الجنوبيون من تحرير عدن و دحر المعتدين.
*
أيقن الكثير من الجنوبيين ان الإنتقالي هو الكيان الوحيد الذي يمثل الجنوب، و هو المطالب من الجنوبيين بحل قضيتهم، و سينجح الإنتقالي بذلك إذا اتجه للشفافية و دعوة كل الفصائل الجنوبية للإلتقاء و الاتفاق، و إعلان النتائج للشعب الجنوبي بكل شفافية حتى يصبح القرار جماعي و ليس متفرداً.
إنني اتفهم لموقف الإنتقالي الذي أمامه قضيتان رئيسيتان لا يستطيع التنصل من إحداهما، الأولى قضية الجنوب الذي يمثلها و هو حق جنوبي أمام العالم، فالإنتقالي حامل علم الجنوب، و الثانية إعتراف الإنتقالي بشرعية الرئيس هادي و يتجنب الخطأ بالغضب من تصرفات هادي القبيحة بميله الفاضح لناحية حزب الإصلاح المجرم، و لكن الانتقالي لن يحمل علم الشرعية.
*
الشرعية تعترف بأن للجنوب قضية و يجب من حلها، فهنا الفزّورة التي تُعقّد حوار جدة، هل لدى الشرعية الجرأة ان تقول ان القضية الجنوبية التي نعترف بها يمثلها الإنتقالي و لو قالوها سيقعون في الخطأ الإستراتيجي الذي سينهي الشرعية، او ان الشرعية حسب ما يقول إعلام الإصلاح المجرم بإن للجنوب قضية و يجب حلها، و لكن الإنتقالي ليس الفصيل الوحيد الذي يمثلها.
من التسريبات عن حوار جدة ما نسمعه ان التحالف يفرض على الشرعية في إشراك الإنتقالي و يصبح شريكاً في الحكم، لأنه شريك في الحرب، و إن قَبل الإنتقالي بهذا المطب فهذا سيصوره امام جمهوره الجنوبي بأنه يبحث عن سلطة، و ليس عن إستعادة دولته، و بهذا سينتهي الإنتقالي من الوجدان الجنوبي.
و اقتراحي لاصدقائي في الإنتقالي بأن يعوا أن تقاسم الوزارات مع الشرعية يعني إعترافاً بالوحدة و سيذهب الإنتقالي لأداء القسم القانوني تحت العلم الوحدوي و هنا سينتهي الإنتقالي، فهذه خديعة للشعب و تضحياته، لهذا أنصح اصدقائي في الانتقالي ان يتجنبوا ترشيح اي عضو من الانتقالي في أي وزارة حتى لا تحترق كل كروتهم، و لكنهم بإمكانهم إختيار جنوبيين من أصدقاء الإنتقالي لتولي بعض الوزارات، و التأثير على الحكومة من خلال أصدقائهم، و سيبقى الانتقالي ممثل شعب الجنوب و حامل رايته و علمه، و يستمر نضاله.
الدكتور علي محمد جارالله