مثل هذا اليوم لن ينسى ابناء عدن الباسلة يوم 27 رمضان في العام 2015م، عندما فرّت جحافل مليشيات الحوثي المدعومة من الجيش اليمني مهزومة من ارض الأحرار و ذلك بتضحيات أبناء عدن والمقاومة الجنوبية.
انفجرت التكبيرات و هلّلت المآذن تشيد بأبناء عدن صادحةً "عدن تنتصر"، و فجأة انطلقت الزغاريد "القطارف" من كل البيوت، و انهمرت الدموع من أعين الشعب فرحة بهذا الإنتصار، و الأهم هو سحق المشروع المجوسي الحوثي و اطماعه في الجنوب و فجأة سمعت أحد عجائز عدن يردد بعض كلمات أغنية فيروز في أحد اركان الحوافي:
وينُنْ؟ وينُنْ ؟ وين اصواتُنْ وين وجوهُنْ وينُنْ؟
صار في وادي بيني و بينُنْ وينُنْ؟
ركّبناهم شيولات و الباقي هربوا للنسيان
تركوا المفاتيح تركوا صوت الريح و راحوا ما تركوا عنوان.
وينُنْ؟ وينُنْ؟
.... .... .... .... ....
اليوم يعيش ابناء عدن و الجنوب و كل المناطق المحررة ذكرى عظيمة سيتذكروها مدى العمر، و بعد اقل من ثلاثة أشهر سنتذكر الغزو الكريه ضد بلادنا في 1994م، و سيحاسبنا الزمن ماذا أعد الجنوبيون بعد هذا النصر في 27 رمضان؟
هل يكون الجنوب او لا يكون؟
انني اناشد كل الجنوبيين في الداخل والخارج، قادة و مقودين، رؤساء و مروؤسين، قمة و قاعدة، أمراء و مأمورين الى جميع الاخوة قادة و اعضاء جميع المكونات السياسية الجنوبية،
هذه مناشدتي المتكررة، اقولها لكم، أما ان تكونوا أو لا تكونوا، فماذا اعددتم لشعبكم؟ ماذا خططتم؟ ماذا اتفقتم؟
هل ستتوحد صفوفكم و كلمتكم و هدفكم و مصيركم و قراركم ؟؟!!
هذه مناشدتي المتكررة، بل مطالبتي، و رجائي و توسلي.
سمعنا خطابات رنانة و شعارات جوفاء واهية، سمعنا كلمات التهديد و الوعيد و الترهيب و الترغيب، إرتفعت الاعلام الجنوبية!!
ماذا بعد ؟؟ و ماذا تبقى ؟؟
.... .... .... .... ....
اقسم بالله انني صادق الكلمة و مسئول عن كلامي؛ أن المجتمع الدولي و الاقليمي و العربي، و خاصة دول الجوار يترقبون ماذا سوف يفعل الجنوبين ؟؟
هل سيحققون الهدف بالنصر و إستعادة دولتهم ؟؟!!
هل سيتوحد الجنوبيون؟ هل سيشكل الجنوبيون جبهة جنوبية موحدة بقيادة من جميع المحافظات الجنوبية لاستلام البلاد و ادارتها و قيادتها فور فك الارتباط او الفدرلة الانتقالية المزمنة ؟؟!!
لماذا لا تعلنوا تشكيلة الحكومة الجنوبية المؤقتة للعلن و يسمع بها المجتمع الدولي و الاقليمي.
ربنا المستعان دائماً، و خواتيم مباركة،
د. علي محمد جارالله
27 رمضان 1444هـ
18 إبريل 2023م