في الأرياف الأمطار تصلح وفِي المدن الأمطار تفضح؛ تفضح السياسة العامة في المدنية وتكشف عّن حقيقة بنيتها التحتية المؤسسية والخدمية
وجاهزيتها السلطات للتعامل مع
الكوارث الطبيعة ومنها البراكين والزلازل والفيضانات والعواصف أما الأمطار البسيطة كما هو حال عدن الليل التي حولتها الى مستنقع من الأحوال فهذا لم يكن بحسبان المدن التي تديرها سلطات محترمة، إذ تنهمر الأمطار الغزيرة في بعض المدن لمدة التي تتعهدها سلطات مسؤولة لمدة ٢٤ ساعة دون أن تترك أضرار مشهودة.
عدن مدينة منكوبة ليس بالمطر بل بالسلطة القائمة، إذ بمجرد نزول المطر المصحوب بالرياح لمدة ساعتين تحولت الى مدينة خطرة بانكشاف شبكتها الكهربائية وتعرض السكان للموت واختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري وأكداس القمامة المتراكمة في شوارعها منذ سنوات
فضلا عن العشوئيات التي سدت منافذ مرور مياه السيول.
ساعتان مطر كشفت حقيقة حال عدن وما خفي كان أعظم.
والسياسة ليست مجرد مساببة ومشاتمة بين الناس، بل هي ألقيام بأمرهم وتسويس النظام العام في المدينة والحفاظ على حياة ومصالح السكان ياعيلة
د/قاسم عبد المحبشي