عزيزي الدكتور مُعين عبدالملك ربنا يعينك على تحملك المسؤولية الجديدة كرئيس للوزراء في الجمهورية اليمنية التي هي دولة تعاني من إنقلاب على الشرعية، و تجاذبات حزبية، و أزمة إقتصادية خانقة، و عملة تتهاوى الى الدرك الأسفل من قيمتها، و أمور سلبية كثيرة.
و هكذا جئت يا دكتور مُعين عبدالملك رئيساً لمجلس وزراء، من غير ان يتم تكليفك بتشكيل المجلس الذي سترأسه، و هذا خطأ تكتيكي وقع فيه الرئيس هادي، فكيف للرجل ان يصبح رئيساً ل 36 وزيراً لا يعرف قدراتهم، و لم يختارهم، و لا يستطيع محاسبتهم على ماضيهم، بل ان أكثرهم كان أكثر منه سلطة و تأثيراً على الأرض.
على رئيس الوزراء الجديد تشكيل حكومة مصغرة تضم الوزارات الأساسية لمواجهة متطلبات استكمال التحرير و التحديات الاقتصادية و تقليص الحقائب الوزارية إلى الثُلث، و الغاء التعيينات العشوائية التي أدت الى خلق جيش من الوزراء و الوكلاء و المستشارين و جحافل من الدبلوماسيين المعينين لأسباب لا علاقة لها باحتياجات المعركة، و أصبحت محل نقد و سخرية من الأوساط السياسية و الشعبية على حد سواء.
نحن لا نريد من رئيس الوزراء الجديد ان يأتينا بتنظير جديد لحل الأزمات في البلاد، فالتنظير لن يقبله المواطن فقد شبع من تنظير بن دغر و كذبه على المواطن،
علمتنا شرعية الفساد ان نراكم السلبيات و نضحّي بالإيجابيات! و قد فات على هادي و بن دغر أن تغيير الثقافة، خصوصاً السياسية، لا يأتي بمرسوم، فهي عملية طويلة المدى، كما أن الديمقراطية ليست نصوصاً و لكنها سلوك!
أمام مُعين عبدالملك ثلاث عقبات كؤود؛
العقبة الأولى مافيا الشرعية المتمثلة بالمليادير أحمد العيسي و جلال عبدربه، و تأثيرهما على أداء اي حكومة.
أما العقبة الثانية فهي العلاقه بدول التحالف، و خاصة المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يجب ان يذهب اليهما، و يبني معهما علاقة قوية و ايجابية، بعيد عن موقف حزب الاصلاح، و يوقع معهما اتفاقيات و بروتوكولات و معاهدات متوسطة و طويلة الأجل. و لا ننسى ان هاتان الدولتان لهما أجندات في اليمن، على رئيس الوزراء ان يفطنها جيداً و يعرف اين مصلحة بلادنا منها.
أما الثالثة فهم الإخوان المسلمون ممثلين بتدخل ايران و قطر و تركيا و حزب الإصلاح و هؤلاء لهم طموحات غير منكَرة من سياسييها و قادتها في التسلط على مقدرات اليمن، موارداً و بشراً.
هذه العبء الثلاثي الكبير و المتشعب لن يفيد فيه كثيراً ترياق ذكاء رئيس الوزراء و لا حتى اي تفكير نظري قد يحمله السيد معين عبدالملك، و لا حتى تنظيراته ايام الحوار الوطني.
الخلاصة:
ـــــــــــــــــــ
اوجه لمعالي رئيس الوزراء بعض التساؤلات ان أجابها بشفافية فنأمل اننا اقتربنا من رؤية النور في آخر النفق:
أولاً ) هل يستطيع دولته العمل مع هذه الحكومة الفاسدة؟
ثانياً) هل سيعترف دولته بأن للجنوب مظلومية و يقف الى جانب شعب الجنوب؟
ثالثاً) هل سيقرر الذهاب فوراً الى السعودية و الإمارات و توقيع إتفاقات صريحة معهم لإنقاذ إقتصاد البلاد و إعادة إعمارها؟
رابعاً) هل ستكون له الصلاحيات الكاملة في مناقشة كل الملفات، و خاصة التي يمسك بها جلال و العيسي؟
خامساً) هل سيعمل على انعاش المشاريع التنموية في المناطق المحررة، و خاصة عدن.
و أخيراً لا اتمنى ان نعيد المثل المشهور:
(جيتك يا عبدالمعين تعينني، لقيتك يا عبدالمعين تريد تتعان)
الدكتور علي محمد جارالله
17 أكتوبر 2018م