لا يمكن للتاريخ الجنوبي، و خاصة تاريخ مدينة عدن أن يقفز عن رجل بحجم الوطن، و التاريخ الجنوبي يصبح مزيفاً إن لم ينصف رجل اسمه طارق محمد ابو خالد، و والده المحترم التي يرجع له الفضل في تأسيس اول مكتب محاماة في عدن و توارثها ابنائه و أحفاده من بعده .
التقيت الشيخ طارق كثيرا، و لم أكتب عنه من قبل، و فكرت مراراً و منذ ان زارني اول مرة في منزلي في شهر رمضان الماضي أن أكتب، و كلما شرعت بالكتابة تراجعت، لأنني و ببساطة و في كل مرة أفشل في انتقاء الكلمات و العبارات التي تليق بهذا الرجل و حجم عطاءه و تضحياته و مكانته.
فمن الصعب، إن لم يكن من المستحيل أن تكتب عن رجل بحجم الوطن، عن رجال يصنعوا تاريخا، و يسطروا أمجاداً، عن رجل يفكّر بوطنه و كيف يسعد هذا الوطن و هو قد جاوز في عمره الثمانين سنة، و لا زال قلبه معلق بعدن و أهل عدن.
هذا الرجل بإمكانه العيش هنا في الإمارات، و سيكون سعيداً، لتوفر كل اسباب الراحة له من مسكن جميل، و رعاية صحية عالية الجودة، و لكنه كان يقول لي انا عشت كل حياتي في عدن بحلوها و مرها، كان بإمكاني الهجرة الى بريطانيا و الحصول على جنسيتها، و كان بإمكاني العيش في أجمل مدن العالم "دبي" مع ابنتي المحامية، و لكنني دائماً اشتاق لعدن و لأهل عدن المساكين، الذي احاول ان اكون سبباً في إسعادهم.
هذا هو الشيخ طارق محمد عبدالله ابا خالد، الذي قررت اليوم ان اكتب عنه و لو بالمختصر المفيد وفاءً له، و حين نكتب عنه سنرى الدنيا من زاوية أخرى يملأها الأمل و الحنين و بشائر الانتصار.
تباً و خُزياً لمن يريد ان يزعح رجلاً بحجم الوطن.
علي محمد جارالله
6 سبتمبر 2018