نتحدث بصراحة و بلا زعل ...

أولاً) لقد فشلت جميع وفود الشرعية التي ذهبت للتفاض مع الحوثي لاسباب بسيطة، انهم ذهبوا و همهم الأول كم سيدفع لهم لحضور المفاوضات، و لا يملكون قضية يؤمنوا بها، و كانت لهجتهم ضعيفة، و لا يملكون معلومات دقيقة عن الوضع الراهن، و لا يعرفون كيف يسيطرون على المفاضات مع عدوهم لجهلهم نقاط ضعف عدوهم، و كانوا فقط ينبهرون بما يطرحه الإنقلابيون من افكار مرتبة.

 ثانياً) استطاع الانقلابيون بحجتهم، و جدية مفاوضاتهم، و نفسهم الطويل ان يقنعوا الأمم المتحدة و مجلس الأمن، و كثير من دول العالم انهم اصحاب حق و لهم مظلومية، و بدلا من ان يعاملهم العالم كإنقلابيين، اصبحوا الطرف الآخر الذي يتنازع مع الشرعية على الشرعية، و الآن المندوب الأممي يسمي الانقلابيين و الشرعية "الطرفين المتحاربين".

ثالثاً) في وفد الانقلابيين يوجد الخبير القانوني، و العسكري و الإداري المحنك، اما وفد الشرعية كان أغلبهم خائفين لأن منازلهم محتلة من قبل الحوثي، و بعض افراد قبائلهم تحت رحمة الحوثي في الشمال، لهذا كانوا أذلاء، و كان من المفروض ان يكون في وفد الشرعية عسكري جنوبي شرس متمكن من أدواته، لأن الانقلابيين يعرفون ان من اوجعهم هم أهل الجنوب، و ليس الوزراء الشماليين الذي تركوا منازلهم في صنعاء للحوثي، و يجب ان يكون معهم القانوني المتمكن من الأحداث و التجارب و الأمثلة العالمية.

رابعاً) كلنا يعرف ان الحوثي يعرف سقفيه الأعلى و الأدنى لما يريد ان يحصل عليه، و الشرعية لا يملكون رؤية لما يريدون، الحوثي يعرف ان سقفه الأدنى هو تقاسم السلطة بالتساوي على الأقل، و هذا لصالحه، لأنه يعرف ان النُص الثاني الذي سيذهب للشرعية جلّهم عملاء للحوثيين بالمصالح، و لهذا سيضعفون هادي و من بقى معه من الفاشلين.

خامساً) وفد الانقلابيين بدأ منذ ان صرّح جريفيث بأن المشاورات ستكون في 6 سبتمبر بتجهيز فريقه التفاوضي، و حدد لهم محاور ما يريدوه، و احضر لهم خبراء من حزب الله و ايران لتلقينهم كيف ينتزعون ما يريدون دون اي تنازل، لإن إطالة الحرب لصالحهم، لأن هدف ايران استنزاف التحالف ليس إلا، اما وفد الشرعية سيتصل بهم مدير مكتب الرئيس لمن في القاهرة و من في تركيا و من في اوروبا في إجازاتهم الصيفية التي لا تنتهي، و سيطلب ارقام حساباتهم في البنوك لتحويل المبالغ بدل تمثيل الدولة في مفاوضات جنيف، و طبعاً سيبعث لهم صور من تذاكرهم بالواتس اب.

سادساً) وفد كهذا ماذا تتوقع ان يعمل او على ماذا يتفق او يناقش، و ما هي الحلول الابتكارية التي يملكها حتى يؤثر على الوسيط، الذي اتوقع انه بعد فترة لن يكون وسيطاً و سيميل للإنقلابيين لانهم قادرون ان يثبتوا للعالم انهم اصحاب حق، و سبب نجاحهم هذا هو فشل الشرعية هذه.

سابعاً) اهم ادوات المفاوض الناجحة هو امتلاك الحجج و الأدلة و البراهين العلمية و المنطقية و كذلك الأرقام و المستندات التي لا يمكن الطعن بها، و يخرجها تدريجياً كلما لزم الأمر، حتى و إن لم تكن صحيحة، و لكنه سيقنع الوسيط بجديته انها صحيحة، و وفد الشرعية سيذهب و هو يحسب الدقائق متى تنتهي المفاوضات حتى يعود لاجازته.

ثامناً) الانقلابيون يسخرون من الجميع قبل بدء المشاورات بقولهم "لا يمانع أنصار الله إجراء مثل هكذا مشاورات(...) للوصول إلى إطار عام للمفاوضات"، و من جانبها قال ممثل عن الحكومة "أن السلطة المعترف بها دوليا ستشارك في محادثات جنيف رغم أنها "غير متفائلة "بنتائجها"، و نسى ان الأمم المتحدة تعترف بأنصار الله، و الا ما كان سماهم المندوب الأممي بالطرف الآخر في الحرب.

الخلاصة:

ـــــــــــــــــ

التفاوض علم و يحتاج لخبرة و ايضا فن بحيث يعرف المفاوض كيف يقنع مفاوضه عن طريقة طرحه للأفكار بأسلوب منظم و هادئ و غير مستفز، و ان يكون دائما مستعداً بحلول مبتكرة و غير تقليدية، و اهم من كل هذا يجب ان تتأكد بأنك ذاهب للمفاضات ليس لتكسب الطرف الآخر و تكون انت المنتصر، لن يرضى على هذا أحد، ما دام انت المسؤول الذي انحدرت بوضعك كشرعية معترف بك دولياً الى طرف ثاني مساوٍ للإنقلابي، و على هذا النتيجة سيكون الطرفان رابحين.

علي محمد جارالله

28 أغسطس 2018