الغرور سلوك مصدره شعور بالنقص و ليس ثقة بالنفس

2018-08-03 14:54

 

التقيت قبل أكثر من عشر سنوات برجل سبعيني من ابناء يافع جاء الى ابوظبي لزيارة ابنه المقيم هنا، و كنت اتحدث اليه و اسمع اعتزازه بيافع، و قلت له:

- يا شيخ قاسم الجنوب كله واحد يافع و الضالع و الشعيب و غيرهم، فليش الخصام؟

- ما فيش خصام ابدا، و لن يكون هناك خصام إذا اعترف الجميع ان الضالع ضِلع من يافع، و الشعيب شِعْب من يافع...

- و لكن يا شيخ قاسم، الن يؤدي ذلك الى غرور ابناء يافع، و ترفعهم عن الآخرين؟

- هذه هي الحقيقة يا ولدي

...

دارت الأيام، و نشبت خلافات كثيرة بين ابناء قبائل الجنوب، و خاصة خلافات مبهمة بين اهل يافع و اهل الضالع، لا نعرف نحن ابناء المدينة سبباً لها.

 

و لكن ماذا يعمل ابناء يافع في عدن الآن مع ابناء الضالع، في يوم الخميس الموافق 19 يوليو اقيم حفل إشهار حلف قبائل الجنوب العربي في مدينة عدن، و على رأسهم رئيس الحلف الشيخ عسكر بن عطية اليافعي، و قلنا لابناء يافع و لابناء الضالع، و للمجلس الانتقالي ان هذا فعل مشين ان تقيموه في عدن المدنية، و لم يعتذروا لعدن المدنية، و الآن يأتي ابناء يافع لقطع الطرق في العاصمة عدن، و لا يبدون لعدن اي إحترام او تقدير، و كذلك لا يعتذرون ... فماذا نسمي هذه الانتهاكات؟

 

كل التقدير ليافع و اهلها، و كل التقدير لكل مديريات جنوبنا و محافظاتها، و لكن الفوضى و الاستقواء و العبث بالعاصمة عدن لا يدل الا على غباء من قاموا به، و من قاموا بهذا الفعل الشائن هم همج بإمتياز، و يعطون الحق للآخرين بفعل ذات الشيئ.

 

كان أجدر بهم ان يذهبون الى عاصمة مديريتهم في لحج و يعلنونها صرخة من هناك ضد من تسبب في مظلوميتهم ان كانت صحيحة، و يطالبون الحكومة بحل مشكلتهم، و العنترة بهذه الطريقة تعلمنا من هم الأغبياء اعداء القانون.

 

على ابناء يافع المحترمين تصحيح الوضع و الاعتذار عن ما فعله ابنائهم في عدن، و الا سنضعهم في نفس خانة المعارضين للقانون.

 

و لا ذي الاوله منك ولا ذي الثانية // و اقبل مايجي منك و نفسي راضيه .. و لكن قد تجي وحده و لا تلقى قبول // ورى الأيام لك وحدك

ومهما زاد بك عندك// مصيره ينتهي و يزول ..

 

الخلاصة:

ـــــــــــــــــ

الأخلاق الإنسانية كريمة كانت او ذميمة هي انعكاسات النفس على صاحبها و فيض نبعها، و اسوأ ما في الانسان من صفات هو الغرور و التكبر.

سلوك الفرد ليست ظاهرة عفوية، و انما هي سلوكيات تزيد او تنقص حسب البيئة الذي ينشأ فيها.

 

أن الخوف من العقوبة أو الجزاء يصبح في أحوال كثيرة رادعاً لتجنب الوقوع في المخالفات السلوكية التي تتعلق بالحق العام للمجتمع، و هذا الخوف يتعلق بدرجة الوعي، فإذا كان الشخص على درجة عالية من الوعي و الانضباط الأخلاقي، فإنه سيكون حريصاً على المصلحة العامة للمجتمع، و العكس صحيح، و هذا الوعي من شأنه أن يصبح دافعاً و محفزاً لعدم الوقوع في الخطأ أو في ارتكاب مخالفة ما، و تكرار الانضباط يصبح عادة مكتسبة؛ فالشخص الذي يرتكب مخالفة ، و تعاقبه القوانين فورا، فإنه بلا شك سيحاول عدم تكرار المخالفة، و عدم الوقوع فيها مجدداً، و من ثم سيضطر إلى الانصياع و احترام القانون، و لهذا الهدف من العقوبة يتحقق في إكساب الشخص عادة سلوكية سليمة و إيجابية، و يعتادها بالضرورة، و ربما تصبح جزءاً من ثقافته في المستقبل.

 

فهل نُفعّل القوانين و العقوبات فوراً دون إسترخاء؟

 

علي محمد جارالله

3 أغسطس 2018