المدخل:
ـــــــــــــ
قبل سفري للقاهرة، كتبت في صفحتي ان على الإخوة في الانتقالي إذا كانوا هم من دفع بحلف القبائل ليعلن حلفه في عدن، فهذا خطأ في عدن، و في أهل عدن، و عليهم ان يعتذروا، و ان لم يكن هم السبب في هذا الاشهار فيعلنونها للجميع ان لا شأن لنا بهذا الحلف ... هذا ببساطة ما كتبته.
انتهينا الى هنا، و اكتفيت بوجهة نظري و وجهة نظر ابناء عدن، و اقتنعت ان الانتقالي لا يريد الاعتذار، و سافرت.
...
و عندما كنت في القاهرة اتصل بي أحد الأصدقاء من قياديي الانتقالي، و قال لي معاتباً : ما توقعناك ان تكون هكذا عنيفا على الانتقالي..!
و شرحت له انني لست عنيفا على الانتقالي بل انا من أكثر المؤيدين له، على ان لا يقع في مطبات لا يحسب حسابها، و كون عدن مسقط رأسي فلن اسمح لأحد بالإسائه لعدن و لابناء عدن، فيكفيهم اللي فيهم، و قلت له مع كل الاحترام للإنتقالي ما كان ابناء الجنوب سيلتفون حوله لو انه ما استخدم اسم عدن يوم إعلانه "بيان عدن التاريخي" في 4 مايو 2017م، و سألته لماذا لم توسموا البيان بإسم "بيان الجنوب التاريخي"؟
لم يجب عليا، و لكنه قال عدن محبوبة الجنوبيين، فقلت له إذا هي هكذا فلا تتنكروا لها و لابنائها، و ابناء عدن اليوم عكس ابناء عدن في الستينات.
و ثق بي انكم ستنجحون لو فكرتم بعدن ... و انتهت المكالمة بإنقطاع الخط.
...
لقد وصل الامر في اجندة بعض مكوناتنا السياسية الجنوبية و منهم الانتقالي، بتعريف النقد بانه حالة تهجمية غير صحية في المجتمعات الراقية، و ليس الى هذا الحد بل فاق كافة التصورات و التحليلات السياسية بحجة اذا كان نقدك لاذعاً على تصرفات و سياسة احد قياديي هذه المكون أو ذاك فانك متهم بعدائية ذالك المكون بأكمله.
انه تكتيك السياسيون الجدد.
لقد كتبت بقلب يعتصره الاسى و الحزن على الحالة المزرية التي وصل اليها الانتقالي، و التقلبات البهلوانية لبعض قادته المحترمين، من خلال تصريحاتهم الشعبوية الغير محسوبة، دون حسيب او رقيب، لقد إنتقدت الإنتقالي كثيرا في السابق و باسلوب النقد البناء للمصلحة العامة للجنوب و لعدن خاصة.
و لكن هناك من يتعكر مزاجه لهذه الكتابات.
عندما ظهر (المجلس الانتقالي الجنوبي) هرع الجميع باصالة جنوبيتهم بمساندة هذا الانتقالي الذي قال انه سيجمع تحت جناحه كافة طوائف و مكونات ابناء الجنوب، و على رأسهم ابناء عدن، بل و تفاخر احدهم بأن التمثيل العدني سيكون له الأغلبية.
و للأسف كانت شعارات
...
لهذا اطالبكم الآن بإسم ابناء عدن ان تكونوا اقويا، و تعلنون ما يلي:
اولاً) الاعتذار لعقدكم إشهار حلف قبائل الجنوب في عدن،
ثانياً) اثبات حقوق ابناء عدن في كل ادبياتكم و منشوراتكم،
ثالثاً) نطالبكم برفع التجاوز عن ابناء عدن عن كافة اللجان في الانتقالي، و عن قيادته العليا، بحيث يكون التمثيل لابناء عدن لا يقل عن 40% من تمثيل المحافظات الأخرى، و ان يكون لاحد ابناء عدن الحق في رئاسة الجمعية الوطنية، و ان يكون احد ابناء عدن نائبا لرئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي.
الخلاصة:
ـــــــــــــــــــ
لااعتقد بان هذه المطالب تعجيزية، لان اي عدني لن يرفض المطالب اعلاه مهما كان انتمائه السياسي و انها مطالب شرعية ، علماً بانني لم اكن الباديء في فرض المطالب و الشروط.
انني ساتوقف عن النقد و سانتظر !!! عسى و لعل ان يطالب اعضاء الانتقالي الأعزاء قادة الانتقالي بالحقوق الحقيقية لعدن و ابنائها.
و الله من وراء القصد
علي محمد جارالله
30 يوليو 2018