يصادف اليوم الذكرى الرابعة والستون لافتتاح مصفاة الزيت في عدن الصغرى ( البريقة ) ففي مثل هذا اليوم قبل 64 عاما ( في 27 / ابريل / 1954 ) , تم الافتتاح الرسمي لاكبر واضخم واحدث مصفاة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا , الا وهي مصفاة الزيت في عدن الصغرى ( البريقة )
وقع الاختيار على منطقة عدن الصغرى ( البريقة ) وكانت حينذاك منطقة صحراوية تحوي بعض الاكواخ لبعض صيادي الاسماك , وبداء 15 الف عامل العمل في ظروف طبيعية قاسية وبعد اقل من سنتين ( 21 شهرا فقط ) انتهى العمل من انشاء اضخم واحدث مصفاة للزيت ( النفط ) مجهزة بالآلات الاليكترونية , واستعمل في بنائها 110 الف طن من الحديد والصلب و30 الف طن من الاسمنت , كما القي في البحر اكثر من 6 مليون قدم مكعب من الصخور والرمال لاقامت حاجز ( كاسر امواج ) لميناء النفط . وكانت تكلفة انشاء المصفاة 45 مليون جنيه استرليني , وفي 27 ابريل عام 1954 افتتحت صاحبة الجلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة ( بريطانيا ) هي وزوجها دوق اطنبرة هذه المصفاة الفتية التي صممت لتكرير خمسة ملايين طن من النفط الخام في العام , ولكن زيادة الطلب جعلها ترفع انتاجها – بعد سنة من افتتاحها – الى سبعة ملايين طن في العام , ووضعت ادارة المصفاة – نتيجة الطلب المتزايد لتكرير النفط – خطة لرفع انتاجها الى خمسون الف طن نفط خام خلال عشر سنوات ( 1955 – 1965 ) , وقد كانت ايران والعراق ودول الخليج العربي من اهم الزبائن التي تجلب نفطها الخام لتكريره في مصفاة عدن اضافة الى بعض الدول الاخرى .
ياترى اليوم ماهو حال هذه المصفاة العتيقة ؟؟ !!
هل قامت الحكومة ( حكومة الثورة ) بتطويرهذه المصفاة عقب الاستقلال ودحر الاستعمارالبريطاني ( البغيض ) ؟؟ !!
وهل قامت حكومة الوحدة المباركة بالحفاظ على هذه المصفاة وصيانتها وتعميرها وتطويرها ام ان العملية كانت عكسية ؟؟ !!
للعلم ( هذه معلومة بسيطة خاصة للشباب وللجيل الصاعد من ابناء الجنوب )
كانت هذه المصفاة تدر ذهبا على البلاد وترفد خزانة الدولة بملايين الجنيهات ( من العملات الحرة ) . وكان قاطني منطقة عدن الصغرى ينعمون بتيار كهربائي مجاني من دون انقطاع ومستمر ( 24 ساعة في اليوم , وسبعة ايام في الاسبوع , واثناعشر شهرا في السنة , و 365 يوم في السنة ) , وهذا التيار كان ناتج من محطة الكهرباء التابعة للمصفاة , ناهيك عن خدمات التطبيب المجانية التي يقدمها مستشفى المصفاة ( بي بي هوسبيتال ) .
ياترى اليوم كم هو دخل هذه المصفاة ام انها عالة على الدولة وعلى المجتمع ؟؟ !! ومن هو المتسبب في ذلك ؟؟ !! هذا السؤال سيظل برسم الممسكين بتلابيب هذه البلاد من جهة , وبرسم الشباب والجيل الصاعد من ابناء الجنوب ؟؟ !!
يا مصفاة البريقة لقد كنت مصفاة فتية – في غابر العقود الماضية – واليوم صرت مصفاة عتيقة تنعق فيك وحواليك الغربان , وكما يقول المثل ( ما مع المحب الا دموعه ) نقول صباح الخير وجمعة مبارك يا مصفاة البريقة - رعاك الله - وما مع الحب الا دموعه , هذا لسان حال انسان مقهور من الوضع الذي آل الوضع في مصفاة البريقة والوضع في الجنوب العربي ككل .
*- حامد الحامد عدن