تتصاعد الأزمات في أرضنا يوما بعد يوم وكأن هناك من يعكف ليلا ونهارا على اختلاق المزيد والكثير منها فلا يمر يومٌ على أرضنا الطيبة حضرموت إلا ونفجع بمصيبة لاتقل عن سابقاتها
فانعدام الأمن وانتشار الجريمة أضحت سمة من سمات وادينا الحبيب برغم إنتشار النقاط العسكرية وبكثرة على طول وعرض الوادي ومداخل مدنه المختلفة. ولكنها لاتتقن غير الجباية والإرتزاق من المارة وابتزازهم وأخذ المزيد منهم، أو التنكيل والإشتباك بالأسلحة التي حصدت الكثيرين بين قتيل وجريح لن يكون آخرهم الجعيدي ورفيقه باوزير في نقطة على مدخل مدينة القطن هذه المدينة التي نالت أكثر وأغلب الجرائم مقيدة ضد مجهول وهي ألغاز لم يستطع أحد فك طلاسمها حتى اليوم
إنعدام المشتقات النفطية وارتفاع اسعارها باضطراد يثقل كاهل المواطن في حضرموت وهي المحافظة الوحيدة اليوم التي ترفد الدولة بالمبالغ المالية من خلال تصدير نفطها للخارج وتحصل الدولة على ذلك الدخل بالعملة الصعبة دون الالتفات لمعاناة أهلها وناسها التي تزداد استفحالا يوما عن يوم
لماذا تعامل الدولة حضرموت -التي يحلو لهم إتْباع ذكر إسمها بـ(الخير)- بهذه القساوة وبهذا الجور والجحود رغم رفدها لخزينة الدولة بملايين الدولارات من خلال تصدير نفطها للخارج دونا عن غيرها من المحافظات، كمأرب مثلا التي يتمتع سكانها بإستقرار دائم في الغاز والمشتقات النفطية ورخص أسعارها فهي المحافظة الوحيدة من محافظات الجمهورية التي يباع فيها البترول ب175 ريال للتر الواحد والديزل ب160 ريال للتر الواحد .. لماذا تكون محافظة مأرب هي المحافظة المدلّلة ورغم رفضها إيداع عائداتها من العملة المحلية بالبنك المركزي اليمني بعدما تم تحويله لعدن وكان يتم توريد وتحويل تلك المبالغ إلى صنعاء عندما كان يعمل البنك تحت إشراف الحوثيين في صنعاء؟
التساؤل الأكبر هو هل هذه الحكومة محقّة عندما تعامل مواطنيها بمعايير مختلفة من محافظة لأخرى أو من مديرية لأخرى أو حتى من قرية لأخرى اليس الجميع متساوون؟
خلال الأيام القليلة الماضية حوّلت حكومة الشرعية عشرات المليارات لمأرب عبر البنك المركزي بسيئون بينما يئن موظفي حضرموت من عدم إستلامهم مرتباتهم للشهر الثالث على التوالي ومأرب المحافظة الوحيدة التي تنتج النفط وتكرره وكذلك الغاز وتقوم ببيعه ولا تورّد ماتجنيه من مبالغ إلى البنك وتقوم الدولة بتحويل المليارات اليها وترك الآخرين بدونها الا يكفيها ماتجنيه؟ .. أوليست حضرموت الأحق برفدها على الأقل بالمرتبات الشهرية كونها المحافظة التي ترفد الدولة بالعملة الصعبة؟
كتبه : صالح فرج