كان بإمكان هادي تغيير الحكومة بعدما أظهرت فشلا كبيرا على كل الأصعدة ليقطع دابر أي تدافع سلبي في ظل هذه الظروف العصيبة، ولو كان لديه ذرة من المسئولية الأخلاقية لكان قد فعل ذلك منذ زمن.
التمسك الشديد والغريب وغير المنطقي بهذه الحكومة التي اخفقت اخفاقات لا مثيل لها حتى وكأنها تعمل بإصرار وتعمد على جعل الخراب والانهيار مستدام، على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، تمسكٌ بلغ مداه إلى درجة أن يصل الأمر بوزارة الداخلية التهديد من خلال بيان رسمي بالرد العنيف ضد أي تحركات، ولو سلمية، فضلا عن تهديد أطراف أخرى محسوبة على الشرعية على مدار الساعة في كل الوسائل والمنصات الإعلامية، وإثارة كل أنواع القرف من الخطاب المناطقي المقيت، ردة الفعل الهستيرية هذه ليس لها ما يبررها على الإطلاق، ومثل هذا التعاطي مع التطورات لا يحمل في طياته أي ذرة مسئولية تجاه الأمن العام.
الأطراف نفسها التي كانت تكتب ضد حكومة بحاح آلاف المنشورات في اليوم الواحد بهدف تغييره، حتى تم لها ذلك، تعود اليوم لتبرر تعاطيها الهستيري مع المطالب المطالبة بتغيير الحكومة بإن أي تغيير للحكومة الآن هو بمثابة مؤامرة على المعركة ضد الانقلاب، ومؤامرة على الشرعية والأمن والاستقرار.
ومع إن اخفاق وفشل وفساد حكومة بن دغر، وكذلك الطاقم الشرعي بكامله، لا مثيل له، وبلغ سدرة المنتهى، لكن الغريب هو أن مثل هذه المبررات، التي يعتبرها اصحابها وجيهة جدا، لم تكن حاضرة عند مطالبتهم بتغيير حكومة بحاح على الإطلاق، ولم يكن هذا التغيير مؤامرة من أي نوع، بل كان مطلوباً وبكل السُبل المشروعة وغير المشروعة!
التمسك الغريب والعجيب وغير المنطقي بهذه الحكومة الكارثية يبعث الكثير من أسئلة الاستفهام، حتى وكأن لهذه الحكومة أدوار أخرى - مشبوهة- تقوم بها، وليس لها أي علاقة بتطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات الضرورية والأساسية!!