الشرعية اليمنية اعترفت بالمليشيات الانقلابية وعفاش ومنحتهما مكانة وقيمة ووزن ومعنى وأهمية ضعف ما منحته لذاتها إذ أعترفت بهما اعترافاً قانونياً دولياً واقليميا بوصفهم طرفين تفاوضيين أساسيين منذ بداية الحرب اليمنية في حين انها أعلنت اليوم رفضها القاطع أن يكون للجنوب المنتصر الوحيد في الحرب من يمثله ويتحدث باسمه!
أتدرون لماذا؟
لان الجنوب والمقاومة الجنوبية هي من منحت الشرعية اليمنية قوتها وبررت شرعيتها طوال السنوات الماضي فما الذي يبقى مع الشرعية اليمنية بدون صنعاء الانقلابية وبدون عدن التي تصدت للقوى الانقلابية وقاومتها بدم قلبها وأنتصرت في أرضها وعادت الى أهلها؟!
وعلى كل حال ليس بمقدور الشرعية أن تقف ضد الارادة الشعبية الجنوبية ومجلسها الانتقالي المعلن لانها بذلك تفقد أخر مبررات وجودها وتخسر سندها الوحيد في حربها الطويلة وقوتها الوحيدة التي يمكن الوثوق بها!
وليس لدى الجنوب ما يخسره مع الشرعية اليمنية إذا ما غضبت منه وربما كان من حسن حظ الجنوب أنه لم يكن متطفلاً على الشرعية الهاربة بل حاضناً وحامياً وناصراً لها في معركتها التي صادفة هوى في قلبه المقهور من ذات القوى الانقلابية الشمالية الغازية!
في حين أن الشرعية اليمنية لو ناصبت الجنوب وإرادته الشعبية العداء ستخسر كل ما بقى لديها من قيمة ومعنى ووزن وأهمية! لهذا جاء اعتراضها على المجلس الانتقالي الجنوبي بصيغة المناشدة والرجاء والاستجداء الخجول! ولا شيء تحت الستار!
ليس لدى الشرعية أكثر مما جاء في بيانها الغاضب ضد الجنوب الذي أكرمها وهو بيان كشف عن قصر نظرها ونفاذ بصيرتها تجاه الأزمة اليمنية التي فشلت فشلاً ذريعا في ادارتها وورطت حلفاءها في مستنقعها الوبيل !
وإذا كانت الشرعية اليمنية قد كشفت بقراراتها الغبية في ٢٧ أبريل يوم إعلان الحرب الأولى على الجنوب عن سوء نيتها تجاه الجنوب والجنوبيين فهي بهذا البيان السخيف قد وضعت القشة التي قصمت ظهر البعير! كشفت جلال ذاتها أمام العالمين!
وإذا كنت تستطيع أن تكذب على بعض الناس بعض الوقت يستحيل عليك أن تكذب على كل الناس كل الوقت!