كتب زميل إصلاحي عن انتفاء وجود شخصٍ ما "أكتوبري" وفي نفس الوقت يُطالب بـ"الانفصال".
الزميل هنا يُحاول أن يصطاد في الكلمات العكرة، فمن الواضح أنه يُصِر على اعتبار "الوضع القائم"، وهو الوضع نفسه الذي سبق لعلي محسن ذاته أن وصفه بـ"الاحتلال"، حالة وحدوية مكتملة، ناصعة البياض، لذلك وهو الآن بصدد الدفاع عن هذا "الوضع القائم" من الطبيعي والمنطقي أن تكتنفه روح أكتوبرية طاغية، أما بالنسبة لأولئك الذي يحاولون باستماتة الخروج من هذا المستنقع التاريخي الوحِل هم الانفصاليون في الصميم، وكذلك لا أكتوبريون، والمهمة الآن لا تقتضي أقصائهم ومنعهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة عن تقرير مصيرهم فحسب، وبناء دولتهم الوطنية التي تمحورت أغلب أهداف أكتوبر حولها، ولكن ينبغي اقصائهم حتى من تاريخهم، ومحطاته البارزة، وتجريدهم من الانتماء إليها، بوصاية المركز المقدس، أو ذهنية الأصل والفرع!
لكن المشكلة هنا لا تقع في كون الزميل قد غافله النسيان في نشوة الفرح بقفشته الكونفوشيوسية العظيمة بأنه إصلاحي، أي رجعي بالمصطلح الاكتوبري، رجعي مكتمل الأركان، المشكلة أن المعتقد العفاشي الشهير "الوحدة أو الموت" قد ختم على صدره وإلى الأبد حتى وصل به الأمر لمطالبة الجنوبيين بضرورة إدراج انجازات عفاش وعلي محسن والزنداني والديلمي في الجنوب ضمن أهداف ثورة أكتوبر، ومنع أي اعتراض عليها/عليهم، وإلا فإن أمراً قبيحاً كهذا سيُعتبر خروجاً عن الملة الاكتوبرية المجيدة.
يا للعجب من إصلاحي يُنظِّر في رجب!