يقوم المخلوع هذه الأيام بعملية جس نبض للشارع الشمالي اليمني والمجتمع الدولي من خلال اتخاذ خطوات تدريجية لمعرفة مدى الاستجابة لما يقوم به وقد بدأ خطواته تلك بإعلان المجلس السياسي اولا ثم أعقبه إعلان حكومة تدير شؤون الشمال ، واليوم يحشد للدعوة إلى مظاهرات شعبية تؤيد وتطالب بعودته لسدة الحكم في الشمال وكل هذه الخطوات هدفها أن يتأكد ويطمئن المخلوع من مدى تقبل الشارع الشمالي بكل مكوناته وشرائحه وطوائفه لخطواته تلك وموافقته عليها وتقبل عودته كرئيس بعد أن تمكن من إقصاء بعض الخصوم أو بالأصح تنكيس راياتهم وتمريغ أنوفهم " حزب الإصلاح " واحتوى الآخرين تحت جناحه " أطفال انابيب كهوف مران " وهو ما يظهر جليا في خطابه أمس من مغازلة بالعفو عن كل الخصوم وهو يقصد بذلك حزب الإصلاح والعجوز محسن ليعودوا إلى بيت الطاعة حفاظا على وحدة الدولة الهادوية الزيدية ومركزها المدنس وكل هذا التكتيك هو تمهيد لإعلان عودة نظام ج.ع.ي وفك الارتباط مع الجنوب كخطوة ضرورية أشير عليها بها من بعض دوائر غربية وهي خطوة لابد منها للتخلص من القرار الأممي 2216 ، لأن هذه الخطوة تنسف الأساس الذي صدر بشانه ذلك القرار وتنهي موضوع تطبيقه وهو الجمهورية اليمنية كشخصية إعتبارية وهي خطوة تعد تراجعا إلى الخلف ونسفا لكل التاريخ الوحدوي الذي يتشدق به المخلوع طيلة السنوات الماضية.
لكنها السياسة التي لا تعرف العواطف ولا تؤمن بالثوابت فكل شيء فيها يتغير بتغير المصلحة ، وهي خطوة في المقابل ستجعل التحالف العربي في ورطة وفي موقف قانوني محرج امام العالم ، إذ يستطيع صالح كرئيس جديد لنظام الجمهورية العربية اليمنية مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العمليات الحربية للتحالف العربي وإلا اعتبر ذلك عدوانا ظالما يتم خارج إطار الشرعية الدولية ، وهذا هو بالضبط ما يطالب به المخلوع ويتمناه ويسعى له مدفوعا ومدعوما من إيران وروسيا ظاهريا وامريكا وإسرائيل ودول غربية في الخفاء نكاية بالسعودية التي أفشلت بتحالفها العربي مشروعهم الغربي الامريكي الصهيو إيراني في تمزيق وتقسيم الدول العربية تحت مسمى الشرق أوسط جديد .
كل ما ذكرناه أعلاه هي حتى الآن احتمالات قائمة وقراءات متوقعة ما لم يقم التحالف والرئيس هادي بخطوة استباقية للقضاء على حلم وتكتيك المخلوع وداعميه في مهده ودخول صنعاء عنوة بالاعتماد على قوات الجيش الجنوبي والمقاومة الجنوبية بعد ان يتخلي الجانب السعودي على رهاناته الخاسرة باعتماده على حزب الإصلاح والعجوز الأحمر وقوات المقدشي التي تدين بالولاء والطاعة للمخلوع والحوثي ويتمنى جميعهم إفشال التحالف العربي ويسعون لاستنزافه وهزيمته ولسان حالهم يقول للتحالف كما قالت بنو إسرائيل لموسى عليه السلام " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ " .
فهل يفعلها المخلوع ويفك ارتباط نظام عصابات صنعاء عن الجنوب
د. عبدالله محمد الجعري