حقا لقد أندحرت وانهزمت بالأمس القريب على عتبات وأسوار الجنوب الثائر جحافل ثنائية عصابات الشمال ومركزها المقدس "الحوثي والمخلوع" هزيمة عسكرية نكراء في ميادين الشرف والبطولة وساحات الوغى وسطر من خلالها أبناء الجنوب أروع ملحمة في حرب تحرير الجنوب على أثرها ولى الغزاة مدبرين يجرون أذيال الهزيمة خلفهم ، وسجلت كأول هزيمة لهم منذ قيام وحدة الضياع والخسارة ، وحدة الفيد والمغنم ، سيتجرعون مرارتها ما عاشوا وما بقي لهم قلب ينبض ، شاءوا أم أبوا مكرهين ومجبرين ، ظاهريا وفي قرارة أنفسهم سيقرون بتلك الهزيمة والفشل . هذا ما يتعلق بالهزيمة عسكريا في ميدان المعركة جنوبا .
ولكن في ميدان السياسة والإقتصاد بشقه الخدماتي بقي ثلاثي عصابات صنعاء جميعهم "الحوثي والمخلوع ومعهم الإصلاح" على قلب رجل واحد وخلفهم كل الشمال للعمل ضد الجنوب وإسقاط سلطته تراودهم أحلام وأطماع ومؤامرات لازالت تحيكها مخيلات عقولهم المريضة المنهزمة أصلا في محاولات أخيرة ويائسة لإبقاء الجنوب تحت وصايتهم بأية طريقة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، لذا نراهم اليوم يحاولون العودة إلى عدن والجنوب من باب العزف على وتر الفتنة وقد فشلوا في هذا أيضا ، فكرسوا جل جهدهم على الجانب الآخر وهو خلق أزمات الخدمات بمساعدة أذنابهم من بني جلدتنا من الموغلين معهم في الفساد والمزروعين في تلك الإدارات والمرافق من عهد المخلوع عليه من الله ما يستحق ، وبمساعدة ودعم من خلاياهم الأمنية المتسترة مدنيا والمنتشرة في عدن تحت مظلة طلب الرزق وكذا عبر حزب الإصلاح اللعين كآخر الآمال التي تبقت لديهم لاستعادة الجنوب الذي خسروه شعبيا قبل خسارته عسكريا ، فهم اليوم يرمون لأجل هذا الامل المتبقي والغاية المرجوة بكل ما لديهم من أساليب الإغراء المالي والسياسي لبعض حثالاتهم من أبناء الجنوب الذين يساعدونهم بوعي طمعا في المال والمنصب او من غير وعي للإضرار بالشعب والوطن الجنوبي وتركيعه خدماتيا بعد أن فشلوا عسكريا وأمنيا وإرهابيا .
لهذا أطالب أبناء شعبنا الجنوبي لقطع دابر ما تبقى من رهانات وآمال لعصابات صنعاء بأقطابها الثلاثة الحوثي والمخلوع والإصلاح وأذنابهم في الجانب الإقتصادي الخدماتي أن يخرجوا في مسيرات شعبية لاجتثات ما تبقى من منابع وبؤر ورموز الفساد العفاشي وإقتلاعهم من كل إدارات ومرافق الدولة في الجنوب بطريقة حضارية ومنظمة يشهد العالم على وطنيتها وإيجابيتها كدلالة أخرى على حضارية ومدنية شعبنا الجنوبي .
ثورة مرفقية يقوم بها الشعب نفسه ينزع تلك النتؤات الفاسدة من تلك المرافق والإدارات دون ان يحدث أية أضرار أو تخريب لتلك المرافق والإدارات أو يعبث بها وبممتلكاتها العامة أو الخاصة . نريدها ثورة جنوبية شعبية مرفقية تعم كل مرافق الدولة في عدن وتمتد لكل الجنوب هدفها واحد هو تطهير تلك المرافق والإدارات من الفاسدين والفساد الذي عشعش فيها طيلة حكم المخلوع أس الفساد ورمزه .
هذه الثورة المرفقية التي أطالب بها إذا ما حدثت ستكون هي أقوى الضربات التي يوجهها شعبنا الجنوبي لعدوه بعد تلك الضربة القاصمة المتمثلة بمعركة تحرير الجنوب التي قضت على ثنائية عصابات المركز المقدس الحوثي والمخلوع ، لأن هذه الثورة الشعبية المرفقية ستقضي كذلك على الركيز الثالثة والأخيرة من ركائز عصابات مركز صنعاء المقدس وهو حزب الإصلاح ومن لف لفه ودار في فلكه من الخلايا النائمة العفاشية والعملاء الجنوبيين كآخر متربص بشعبنا الجنوبي الصامد .
نريدها ثورة مرفقية شعبية تخرج وتنأى بقيادة عدن من أي حرج أمام الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي وأمام التحالف وتخرج كذلك الرئيس هادي من أي حرج امام التحالف والمحيط الإقليمي والدولي . ثورة يقال عنها لتبريرها إنها ثورة قام بها شعب حر لتصحيح وضع معوج قبل ان يموت جوعا وحرا ، وستسجل في أنصع صفحات تاريخ الشعوب الحرة وبأحرف من نور بان شعبا أبيا حرر نفسه من عصابات أرادت أن تعاقبه وتقتله بقطع الخدمات الأساسية عنه فأجتثها من الجذور .
فهل نفعل ؟!