اعترافات أكاديمي متقاعد ـ للدكتور عبدالخالق عبدالله

2016-05-19 17:11

 

التقيت بالدكتور عبدالخالق عبدالله في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2015 فدعاني لحضور حفل توقيع كتابه “اعترافات أكاديمي متقاعد” فأخبرته أن هناك كتاب آخر له وهو” آخر إيماراتي في نيبال” سأذهب لشرائه لأحظى بتوقيع الكتابين معاً، قال لي أنا بإنتظارك ..

ذهبت أبحث عن الكتاب وجدته أخيراً بعد أن تهت بين المكتبات وبين تصفحي لكتب أخرى اشتريتها ثم رجعت إليه مسرعة الخطى فوجدت أن الدكتور قد أكمل التوقيع ونفذت جميع النسخ، لاحظ على وجهي علامة الإكتئاب لأنني لم أتمكن من الحصول على كتابه “اعترافات أكاديمي متقاعد” وقع لي على كتابه “آخر إيماراتي في نيبال” ثم دعاني إلى مكتبة “دار الفارابي” حيث ما زال توجد نسخ من كتابه “اعترافات أكاديمي متقاعد”. عندما فتحت شنطتي لأدفع قيمة الكتاب رفض الدكتور عبدالخالق وقال لي: هو هدية مني لك ووقع لي على الكتاب شكرته وودعته على أمل أن أقرأه واعطيه رأيه به.

 

طبعاً في معرض الكتاب يجد الإنسان نفسه يتجول بين عقول البشر منها كتب قيمة ومنها خُدعنا بإقتنائها بسبب الدعاية الكبيرة التي نالتها، لم تسنح لي ظروفي بقراءة الكتاب إلا الأمس لأنني بطبيعتي لا أقرأ إلا الكتاب الذي يناديني لا يهمني من الكاتب ولا العنوان المهم المناداة الروحية التي تكلمني إقرأني، شرعت في قراءة “اعترافات أكاديمي متقاعد” والحقيقة أنه أسرني ببديع أسلوبه وجرأته في الطرح فهو لم يخفي مخاوفه من التقاعد ومعاناته والأفكار التي كانت تراوده عن التقاعد.

 

الكتاب شيق ينقلنا في عدة مراحل من حياة الكاتب والسبب الذي دعاه لكتابة الكتاب بأسلوب سلس وجميل ويحمل الكثير من الواقعية دون زيف أو تنميق سواءً من ناحيه حياته الشخصية أو في فترة دراسته في أمريكا وفي فترة تعينه معيداً في جامعة الإمارات، تطرق الكاتب إلى رحلاته وسفرياته وحضوره لمؤتمرات غاية في الأهمية.

 

أخبرنا عن دخوله عالم تويتر والذي كان بتشجيع من سلطان سعود القاسمي وابنه غيث الذي فتح له الحساب وآعدّه له وجعل والده أمام أمر واقع لدخول العالم الإفتراضي الذي كان مثل طفل لا يفقه عنه شيئا، وما ناله في تويتر من تجريح وتخوينه لوطنه الإمارات سواءً من أسماء معروفة أو منقبة بأسماء مستعارة رغم أن لحد يومنا هذا ما زال الدكتور عبدالخالق ينال نصيب وافر من التجريح والتقريع من فئة أشبّهها بالمكارثية أو من فئة تحسد نشاطه وعلمه وثقافته وصراحته في إبداء رأيه دون خوف أو وجل.

 

يعتقد البعض في تويتر بأنهم قادرين على تشويه سمعت الدكتور عبدالخالق والنيل منه ولكن هيهات لمن يتسلّق الصعاب ويصل لأعالي الجبال ويحفر في الصخر أن ينال منه المغرضون، فهو بحكم علمه وفكره وثقافته ونشأته وفخره بالإنتماء لدولة الإمارات يترفّع عن الرد أو عن الدفاع عن نفسه فهو لا يناقش إلّا أصحاب الفكر السوي النيّر ولا يضيع وقته بالمهاترات.

--

اقتبست لكم بعض مما كتبه الدكتور عبدالخالق عبدالله من كتابه "اعترافات أكاديمي متقاعد" لعلّ البعض يستفيد مما طرحه الكاتب وليسامحني الدكتور إذا تعديت وأنزلت بعض مما كتب ولكن ذلك من شدّة إعجابي بالكتاب، طبعاً هناك مقولات كثيرة اعجبتني ولكنني حاولت الإختصار بقدر الإمكان وللراغبين في متعة القراءة والتزوّد بالمزيد أن يقرأوه كاملاً.

المعلم الجيد يتعلم من الطلبة بقدر ما يعلم، مربي الأجيال ليس من يعلم طلابه، بل من يتعلم منهم، يفيدهم بقدر ما يستفيد منهم، وبقدر ما يترك بصمة في حياتهم يتركون بدورهم بصمة خالدة في مسيرته العلمية والأكاديمية.

المعلم لا يشبع من التعليم، والعالم لا يشبع من العلم، وحاله حال الثري الذي لا يشبع بدوره من المال مهما تراكمت وتحولت إلى أكوام من المليارات. لسان حال العالم والمعلم والثري هل من مزيد.

 

لقب الأستاذية هو كلقب العلّامة والفقيه في التراث العربي والإسلامي لا يطلق على عناته وإنما يخصص لشيخ علم ومتبحر في العلوم وله معرفة واطلاع على معارف جامعة وشاملة، وحجة في مجال تخصصه الدقيق. نخبة من أعضاء هيئة التدريس تصل إلى هذه المرحلة التي هي أعلى مرتبة في الحياة الأكاديمية. عدد المواطنين الحاصلين على لقب الأستاذية في الإمارات لا يتجاوز 20 أستاذاً جامعياً تم تكريمهم في ندوة الثقافة والعلوم بدبي عام 2010

 

الأستاذ الجامعي عملة نادرة وهو إنجاز عمر ووسام يحمله عضو هيئة التدريس مدى الحياة ليؤكد أنه بلغ قمة الهرم الأكاديمي.

على أرض الواقع تبدو السياسة منفرة ومملؤة بالغموض والأسرار وما يتم خلف الأبواب المغلقة وفي اللقاءات الجانبية أكثر يكثير مما يتم عرضه للجمهور الذي هو آخر من يعلم بما يجري في كواليس السياسة.

 

لقد جرت العادة أن الناس تدين بالسمع والطاعة والولاء للسلطان، لكن التاريخ مملوء بتجارب تشير إلى أن الناس تطيع السلطان حتى لو عرف بالإستبداد والظلم والفساد.

فالسلطة قد تكون مفسدة والسلطة المطلقة هي حتماً مفسدة مطلقة. هيبة السلطة تراها متجسدة عن بعد في شخص الحاكم والأمير والرئيس والوزير والمسؤول الكبير والصغير.

 

الإنسان ينتبه فجأة لصحته في الثلاثين دقيقة الأخيرة من الساعة، أما في الثلاثين دقيقة الأولى فكل همه الثروة والوظيفة.

السعادة خلال الثلاثين دقيقة الأخيرة من العمر مرتبطة بالصحة أكثر من ارتباطها بالثروة، كل أموال الدنيا لا تستطيع شراء لحظة سعادة إذا كان الإنسان معلول النفس والجسد والهمة.

تأتي الحكمة في العشر دقائق الأخيرة من الحياة، ونادراً ما تأتي في الدقائق الثلاثين الأولى من الحياة.فالحكمة مرابطة بالمعرفة كما الخبرة.

 

أنا في أول الطريق والنهاية بعيدة، وأنا جزء من شعب الإمارات الذي هو من أسعد الشعوب وأكثرها تفاؤلاً في المستقبل.

تهاني شهاب ـ الشارقة.