يواجه الجنوب اكثر من جبهة على كافة اتجاهاتها، اختلفت فيها الطرق والادوات والتوجهات والتمويل والتمويه.. اخترقت العقول أفكارا مذهبية ونظريات خارجية عدة، استنزفت الجنوب كثيرا، وعمقت الخلافات فتركت شروخا في جسده مما ينذر بخطر جسيم نخسر فيه الوطن والأمة ان استمر الحال على حاله واستسلم الناس للاحلام والتكهنات والامنيات والاعتماد على الغير مهما كانت توجهاته.
لقد خسرنا الكثير باعتناقنا لنظريات عقيمة وشخوصا من خارج الأمة وقاصرة، ولافكار مذهبية ذات طابع حزبي محصور، قاصرة البصيرة والباصرة، مما أدى الى ضياع الوطن والسيادة وطمس التاريخ والهوية.. واختلت الموازين فيها.
ولابد من الصحوة واللحاق بالامم بدلا من العزلة.
ومن اجل ذلك.. فالتصحيح علاج العلة.. وهذا يعني ان معركتنا القادمة مع التماسيح رأس العلة ليست بالسهلة.وهي لاشك جهودا جبارة من الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي لتحقيق اصلاحات حقيقية يتطلب من الجميع الاستعداد لها بكل همة وقوة، بالعزم والحزم والتكاتف يتحقق العلاج.
الجنوب امام مرحلة مفصلية هامة يقودها رئيس مجلس الوزراء ووزيرالمالية الاستاذ سالم صالح بن بريك بجهود قائد المسيرة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي نحو تصحيح المسار الاقتصادي وبالتالي القضاء على الفساد من جذوره بكل انواعه لخلق الامن والاستقرار تشجيعا للاستثمار وتثبيتا للعملة المحلية وذلك لتحسين الحياة المعيشية؛ و تعزيزا للشفافية وبناء البنية التحتية للسير بها نحو التنمية المستدامة من خلال تحقيق الاهداف التي اتفقت عليها الدول في العالم أجمع، مما يتوجب الحفاظ على العملة الصعبة داخل الدولة وعدم استنزافها خارج نطاق الدولة.
وهو لاشك بمثابة اعلان الحرب على الفساد في معركة مصيرية ضد التماسيح التي شكلت خطرا على موارد الدولة لانقاذ الأرواح من خطر الفقر والجوع الذي يعد هلاكا يتطلب من الشعب تعزيز رئيس مجلس الوزراء والوقوف بجانبه لانقاذ مايمكن انقاذه لتأسيس الدولة القائمة على ركائز متينة صلبة أساسية، القانون عمودها لنهوضها،معتمدة على سواعد أبناءها كل في اختصاصه وموقعه، مكملة لبعضها بعضا نحو الرقي لتحجز موقعا يليق بها ضمن مصاف الدول.
إنها معركة مع التماسيح في بلد عصفت بها الاعاصير الاقتصادية والأمنية والسياسية والمذهبية والحروب الاستنزافية، خلقت منها المكونات المشبوهة لجر البلاد الى حروب أهلية لا تتوقف ثأراتها من خلال معسكرات غير قانونية ومطالب لشق الصف الجنوبي لا لأجل الاصلاحات بل لمنافع شخصية وقبلية وطائفية ومطامع أجنبية دخيلة لا تريد الخير للجنوب ولا لاستعادة الدولة والهوية.. أغرقت شبابه عماد الأمة بالمخدرات لابعاده عن قضيته ولاخضاعه واذلاله للرضوخ لمطالب أعداء الجنوب والاستعمار العفاشي الكهنوتي. وعملت على جعل الحدود مفتوحة للمستوطنين وخاصة للافارقة بل وأخطرها التي لا تعير للعادات والأخلاق والدين أي اعتبار، فقد رأينا منهم التاجر للاعضاء البشرية والمهربين، عادات دخيلة على مجتمعنا المسالم. وقد كونت خلايا لها على شكل مستوطنات داخل الجنوب، فهل للنزوح الافريقي علاقة بإسرائيل الكبرى أو بوعد نتنياهو لانشاء دولة للافارقة الغازية على الجنوب؟ نحن لا نهول وانما نذكر من به غفلة من الاحداث والاهوال التي سطرها التاريخ بالدم.. وبالتصريحات من آن لآخر.
لاشك ان الجنوب ساحة للتماسيح الغادرة، تحسبها نائمة ولكنها مفتوحة العينين.. تقف الحروف عندها وتختلط اللغات بالعلوج وتصعب القواميس على فك شفراتها.
إن الوضع في الجنوب يحتاج الى اصلاحات شاملة لا يقتصر حدودها عند النواحي الاقتصادية بل والأمنية والسياسية والسيادة الوطنية. والحذر الحذر من الافارقة الغزاة والنازحون فوجودهما بهذا العدد يخفي وراءه الكثير من الاخطار وأن للقات أهدافه الخبيثة على الجنوب ولأبنائه..والشواهد تثبت ان معظم الشعب قد أصبح مدمنا للقات ولا يستطيع الاستغناء عنه ولو باع بيته أو نصفه ويتوجب وضع المعالجات لآفة القات المستنزفة للصحة والمال والممتصة للعملة وتهريبها للعدو.
ليس هذا تخمينا ولكنها وقائع تفضحها الزوابع والنزوح والتهجم.. والتغيرات المتسارعة التي تحمل عناصر المفاجآت والمباغتة والاستغلال.. فالأفارقة الارومو ليسوا كبقية الافارقة وانما هي جماعات تنظيمية سرية مسلحة تتدفق نحو شبوة وأبين وعدن فلماذا هذه المحافظات؟ هل هو وعد كوعد بلفور؟ وهم خطر حقيقي على الجنوب، ومؤامرة تحاك.. ولعن الله وحدة الاندماج ومن سعى لها ونفذها.
إن التصحيح هي معركة مع التماسيح لابد من الانتصار لانها معركة وجود للجنوب لا مفر منه.. وطن لا نحميه لا نستحقه.
لأجلك ياوطني نضحي
حفظ الله الجنوب وحفظ قائد المسيرة عيدروس قاسم الزبيدي لاستعادة الدولة والهوية
والمجلس الانتقالي الجنوبي صوت الشعب فهو منه وإليه.