بالأمس القريب زرعت عصابات الشمال بقيادة المخلوع وعلي محسن في الجنوب مايسمى بتنظيم القاعدة وانصار الشريعة الإرهابيين بهدف استدرار المال والسلاح من دول الخارج بحجة مكافحة الإرهاب كهدف معلن ، وكذا بهدف خفي وهو قمع أي حركة قد تنشأ في الجنوب وأي تمرد قد يخرج عن طاعة مراكز القوى والنفوذ الشمالية حتى يبقى الجنوب دائما تحت هيمنة صنعاء إضافة إلى تصفية الخصوم السياسيين (شمالا او جنوبا) ممن قد يعارض نظام صنعاء .
هكذا كانوا يريدون من تنظيمات القاعدة وانصار الشريعة أن تكون مصدرا ماليا لا ينضب وبعبعا مخيفا للداخل وبالذات في الجنوب بهكذا عقلية وفكر كانوا يديرون تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة عبر أمنهم القومي والسياسي وبمساعدة امنهم المركزي ووحداتهم العسكرية المتواجدة في كل محافظات الجنوب والتي كانت تقدم لتلك التنظيمات الدعم اللوجستي والمأوى للتخفي بعد تنفيذ أي عملية إغتيال أو تفجير يقومون بها في أي منطقة جنوبية ولا يتم معرفة الجاني بصفته أبدا ، فقط يقال نفذه إرهابي ، وكيف لنا ان نعرف هوية القاتل الحقيقية وهم الجلاد والقاضي والحكم ، ولهذا نجحت قوى الشمال فيما خططوا له ودبروا ، وقد نفذوا كثيرا مما أرادوا بل وتمادوا في ذلك كثيرا لدرجة الطغيان وهم في خضم ونشوة كل ذلك الهوس نسوا أن فوقهم إله عادل لا يرضى بالمكر والظلم أبدا ، فأصبحت اليوم عاقبة أمرهم حسرة وندامة عليهم ، فاليوم تنظيم القاعدة وانصار الشريعة او بالأصح مسلحوا عفاش ومليشيات علي محسن مطاردون في الجنوب من قبل طيران التحالف من الجو وقوات الامن والجيش الجنوبي والمقاومة الجنوبية على الأرض ، فانهزمت هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة بسرعة في المحافظات الجنوبية المحررة ، لأن المأوى الذي كان يحميهم في الماضي وهو معسكرات الامن المركزي والجيش الشماليين في الجنوب لم يعد هذا المأوى موجودا ولهذا نلاحظ أن هذه التنظيمات الإرهابية ولت مسرعة كالفئران في الصحاري باتجاه حضرموت تبحث لها عن ذلك المأوي المفقود لتختفي فيه في معسكرات قوات الحليلي ، تلك التنظيمات الإرهابية المسلحة حين تم رفع الغطاء الأمني عنها والمأوى والملاذ الآمن بعد تحرير الجنوب لم تصمد في المنصورة سوى سويعات وولت بعدها هاربة تتخبط بين لحج وأبين وبوصولهم إلى أبين اتجهوا مباشرة إلى حضرموت بل وهرب معهم أقرانهم ممن كانوا يعربدون في أبين لعل وعسى أن يجدوا المأوى والأمان هناك وما علموا انهم بهروبهم هذا إلى معسكرات قوات الحليلي أنما يفضحون ويعرون تلك المعسكرات باعتبارها وكور للإرهاب ، فيطبقون بذلك المثل القائل جنت على نفسها برقش .
فقد طاردتهم أبابيل التحالف وقصفتهم هناك ولن تحميهم بعد اليوم تلك المعسكرات المتواجدة بحضرموت بل ستصبح كلها هدفا مشروعا لطيران التحالف سيما بعد ثبوت تورط كثير من قادة الجيش الشمالي هناك وعلى رأسهم القائد الحوثي العفاشي/ عبدالرحمن الحليلي بدعم الحوثي والمخلوع بالسلاح والمال والجنود والمشتقات النفطية ، فيا سبحان الله لقد تبدلت الحال اليوم وانقلب السحر على الساحر ، فبعد أن كانوا يطاردون ويفترسون ضحاياهم بيسر وسهولة هاهم اليوم مطاردون يطلبون أمانا لطالما سلبوه من غيرهم بالأمس .
ولن ينفعهم هروبهم إلى حضرموت ولن يكونوا في مأمن أبدا ، بل سيكون هروبهم ذاك بمثابة الهروب الأخير وستمثل حضرموت بالنسبة لهم المحشر الذي لا مفر منه والذي ستكتب فيه لتلك التنظيمات الإرهابية المسلحة ولمن يحميهم من وحدات الجيش الشمالي آخر فصول النهاية المأساوية .
"فانتظروا انا منتظرون" .
د. عبدالله محمد الجعري