قد يتساءل بعضهم عن أسباب هجومي هذا واتهامي الصريح لهذا الحزب بالسعي لعرقلة الأمور في عدن وما الهدف من ذلك لدرجة سنرى أنصار هذا الحزب تعلو أصواتهم غضبا له وتنبرئ أقلام دفاعا عن هذا الحزب المكيافيللي الأسلوب والغاية والهوى لنفي ذلك عنه ، ولكنها الحقيقة التي لا ينكرها واقعنا اليوم وهي حقيقة ساطعة يعيشها ويلمسها المواطن البسيط قبل السياسي والمفكر المثقف المتعمق .
فهناك عدة أسباب في مجملها قد كونت لدي هذه النظرة والرؤية إضافة إلى معرفتي بالتاريخ الدموي والانبطاحي لهذا الحزب قبل 1990 وماتلاه وحتى اليوم .
فمليشيات الإصلاح وأنصاره في عدن في بداية الحرب سيطرت على السلاح ولم تستخدمه في الحرب واحتفظت به لنفسها حتى اليوم في معسكراتها الخاصة لغاية في نفسها كانت ترجوها ، شعارهم حينها كان "معركتنا لم تحن بعد" .
واليوم مليشيات مقاولة الإصلاح والرويبضة منهم ترفض تسليم ذلك السلاح للدولة كما ترفض الدمج لأفرادها في وحدات الأمن والجيش خوفا ان يتشتت منتسبوها بتوزيعهم على تلك الوحدات فيفقدون بذلك تماسكهم فذلك في نظرهم يفقدهم قوتهم وبالتالي يخسرون كل ما خططوا له ، فهم يطالبون فقط بمرتبات ومزايا مالية لأفرادهم مع الاحتفاظ بهم ككيان واحد في معسكرات ككتائب يديرونها هم فقط لا أحد سواهم وفق مفهوم العصابات والمليشيات على غرار ما يحصل بالعراق وليبيا ولبنان قبل ذلك ، ويحاولون ان يستظلوا كذلك تحت ظل شرعية الرئيس هادي للتمويه فقط حتى لا يصنفوا بأنهم عناصر مليشاوية مارقة .
ومن خلال ذلك يسعى هذا الحزب إلى شرعنة تصرفات عناصره ومليشياته من خلال ذلك الضجيج والتهويل الإعلامي الواسع الذي سعى جاهدا لإقناع الشارع الجنوبي والمواطن البسيط بالإدعاء وتصوير مليشيات الإصلاح ومن سار في فلكها على انها مقاومة جنوبية تصدت للحوثي والمخلوع في معارك تحرير عدن والجنوب وإضفاء عليها وصف المقاومة كذبا وزورا وبهتانا وهي في حقيقتها مقاولة لا مقاومة تطالب بالانضمام والدمج المالي فقط وتشترط الاحتفاظ بأفرادها وسلاحها وآلياتها في معسكراتها كمليشيات وهذا مرفوض مطلقا ولن يقبل به أحد ذو لب سليم وإن حدث هذا فهو الجنان بعينه .
كما أن الإصلاح ومليشياته اليوم يوفرون غطاءا آمنا للخلايا النائمة المنتشرة في عدن من أمن مركزي ومخابرات عسكرية وأمن قومي عفاشي وبعض قيادات عليا مؤتمرية بحكم وحدة الهدف والغاية لديهم جميعا وهو إبقاء عدن والجنوب في الفوضى كما يحلمون ويخططون له ليسهل إعادته إلى باب اليمن مرة أخرى وهذا عشم أبليس في الجنة وحلم لن يصلوا إليه أبدا مهما حاولوا والأيام بيننا .
وبالمقابل فليعلم الجميع أن القضاء على هذه المليشيات ليس أمرا صعبا كما يظن الكثير بل قد لا يستغرق القضاء عليها ساعات ولكن لدى إدارة الرئيس هادي وقيادة عدن استراتيجية عزل هذه المليشيات أولا عن المحيط الإجتماعي وكشفها وتعريتها للمواطن البسيط وأنها سبب الفوضى بعدن ، ومن ثم إقتناع ابناء الجنوب ان هذه مجرد عصابات ومليشيات وليست مقاومة كما كانوا يعتقدون وكما تروج لذلك مطابخ الإصلاح وإعلام الشمال عموما ، عندما تتولد هذه القناعة لدى المواطن الجنوبي تصبح هذه المليشيات في معزل وعزلة عن محيطها الشعبي او بالأصح عن الشريحة المتعاطفة معهم بل ويمقتها ويرفضها المواطن الجنوبي البسيط بسبب أفعالها المشينة تلك ، وهنا تصبح هذه المليشيات كالقاصية من الشاة ، فيسهل اصطيادها بيسر ودون أي مشقة أو عناء وهذه هي الاستراتيجية المتبعة حاليا من إدارة الرئيس هادي ممثلة بقيادة أمن عدن تجاه تلك الجماعات فلا يفتكر أحد ان المقاومة الجنوبية الحقيقية وامن عدن عاجزون عن تلك المليشيات المسلحة ولكن يتجنب ويتحاشى الهجوم عليها لا خوفا منها ولكن لعل وعسى تثوب إلى رشدها وترجع عن غيها وعنادها هذا أمر ، والأمر الآخر حتى لا يقال أن الجنوب يقتل بعضه بعضا وبالذات من أبناء شعب الجنوب الذي تدلس وتلبس عليه هذه المليشيات بأنها جزء من المقاومة الجنوبية وماهي كذلك ، ولهذا يتم تحاشي الصدام المسلح حاليا معها إلى ان تقتنع شرائح المجتمع الجنوبي أن تلك مليشيات لها أجندات وأهداف أخرى غير هدف شعبنا الجنوبي مرتبطة فكريا وهيكليا بعفاش ومحسن ومنظومة الشمال ككل وأنها ليست مقاومة كما تدعي هي وكما كان يعتقده كثير من الجنوبيين وحينها فقط سيكون التعامل مع هذه المليشيات على الأرض له وضع آخر كوضع ذلك الراعي الكاذب الذي يدعي في كل مرة ان الذئاب تهاجمه حتى لم يعد يصدقه الناس وحين هاجمته الذئاب حقيقة لم ينقذه أحد