عندما يسدل ليل المآسي ستاره على قلوب البائسين ويخيم على سماء وأرض وطنهم شبح الخوف عندئذ تجد الناس حيارى وفي حيرتهم يعمهون لا يستدبرون من الأمر شيئاً بل ويعجزون حتى عن تفسيره كحالنا اليوم في ظل الاحتلال، فيصبح لديهم الليل والنهار شيئاً واحداً، فنهارهم في ظل خوفهم والهلع الذي يشعرون به لا يختلف عن ليلهم الدامس المليء بتلك المآسي سوى أن فيه يستغشيهم النعاس ويا ليتهم به ينعمون، لأنه نعاس متقطع مصحوب بالفزع والذعر.
هنا وفي مثل هذه الحالات تتردى القلوب المفزوعة الخائفة من أعلى وتهبط بين مدّ الخوف وجزره بين الضلوع والأحشاء وتخالها قد تلامس الأقدام المرتعدة ولكنها رغم هذا لا تستطيع الخروج، فهذه غايتها في أن تخرج ولكن هيهات لها هذا، فخروجها عن جسدها يعني بالنسبة لها راحة مرتجاة، ولكن أعداء هذه القلوب الخائفة لا يريدون لها ذلك، فهم يحبذون لها أن تظل صاعدة نازلة متأرجحة من أعلى إلى أسفل لأنهم يدركون أن بقاءها في مثل هذه الحالة يعني عدم الاستقرار والسكينة والقدرة على العمل المنتظم.
ولكني أقول لهؤلاء الجاثمين على صدورنا إن الحركة غير المنتظمة وغير الطبيعية أي الشاذة عن المألوف وكذا الحركة غير المتوازنة لا يكتب لها الاستمرار والبقاء دوماً، إذاً لا بد من ثبات!! لا بد من تغيير وأن طال زمن الوصول إلى تحقيقه، فلابد منه لأن اللامعقول هو أن تظل خفافيش الظلام تتحكم فينا وهذا ما لا ينبغي أن يبقى ويستمر كما هو أو كما أُريد له أن يكون من صانعي الصمت والسكون أو كما يحلمون.
إنني أقول لصانعي اللامعقول صانعي الصمت والسكون أعداء الحركة والتغيير أقول لهم أن يستفيقوا من حلمهم السرابي المترأي لهم بأنه محقق، ولكن هيهات لهم ذلك بعد اليوم، فليل الليل لا ولن يستمر لأن الفجر قادم.