نسمع كلام عن الجنوبيين، و ان بينهم صراع متجذّر، و ان هناك بعض الجنوبيين لا يرغبون بالانفصال .. و لكن يرغبون بتحسين اوضاعهم الاقتصادية و المالية ... و يمكنهم القول على استحياء بأنهم يطالبون بأصلاح سياسي ، و بعض الشفافية و الحد من الفساد!!
يا سلام
لا زال هناك من لديه أمل في الاحتلال الشمالي؟ و أن بأمكانه ان يعمل الاصلاح السياسي؟ و من متى كان في الشمال اصلاح سياسي منذ الحكم الأمامي؟
دعونا نتحدث نحن ابناء الجنوب بكل صراحة .. و ما هو الحل لاسترجاع جنوبنا؟
دعونا نعترف بأننا من غير مساهمة إقليمية لتحسين ظروف جنوبنا وأوضاعه الداخلية، و ربطهم بجنوبنا خاصة دول مجلس التعاون الخليجي كشركاء استراتيجيين لنا، و بحكم أنهم دول مجاورة لنا، و لأن لدول الخليج مصالح مباشرة في استتباب الأمن والاستقرار في اليمن، فدون كل هذا لا نحلم بحل آخر.
إن التعاون بيننا و بين اخواننا في دول مجلس التعاون يجب أن يتركز على مستويين: المستوى الأول يجب أن يتضمن إقامة مشاريع استثمارية داخل الجنوب توفر فرص عمل كثيرة على المستوى المحلي، بينما ينبغي أن ينصب المستوى الثاني من التعاون على تأهيل العمالة الجنوبية وتدريبها، إذ أن ارتفاع نسبة البطالة تعد من أهم المشكلات التي تواجه جنوبنا.
اننا ننادي و نطلب اشقائنا في مجلس التعاون الى إنشاء نظام تدريبي من أجل تعزيز وشحذ مهارات الأيدي العاملة الجنوبية، لتصبح قادرة على الإنتاج و تطوير السوق المحلية في الجنوب.
الأمور تغيرت و تبدلت الآن .. ففي الوقت السابق عندما كان المخلوع صالح يحكم اليمن كان يصوّر لدول الخليج و العالم ان الجنوب بؤرة شر، و انها لو انفصلت ستكون بؤرة لتجمع اشرار اليمن و اشرار العرب و اشرار الدنيا كلها، و كل المنظمات الارهابية، و لكن عرف الجميع بعد هذه الحرب القذرة انه هو صالح من خلق الارهاب و هو من يدعمه، و الدليل حربه اليوم ضد ابناء الجنوب بدرجة اساسية.
كان الاتحاد الاوربي و أمريكا مترددين من وقوفهم لجانب الجنوب العربي، الاتحاد الاوربي دعا كل الأطراف إلى الدخول في حوار لتحديد القضايا ومناقشتها واتخاذ الإجراءات العاجلة وحل الشكاوي المشروعة، إلا أنه لم يمتلك أي استراتيجية لترجمتها على ارض الواقع الجنوبي.
في 2009 قالت امريكا أن العنف السياسي ينبغي ألا يكون هو السبيل لحل المشكلة، و كانت تقصد ان المساواة و المشاركة في الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هي الضمان الحقيقي للحفاظ على وحدة اليمن، و تحدثت عن حل المظالم الشرعية.
نست بريطانيا و اوربا و أمريكا القهر الذي يعيشه ابناء الجنوب، و تأثر الجنوبيون كثيرا من هذا الصمت الغربي، فقامت القوى الجنوبية الحية بالمطالبة السلمية للأنعتاق من هذا الاحتلال.
اصبح ابناء الجنوب كلهم يطالبون بالانفصال ، و يطالبون الرأي
العام العالمي ان ينصفهم بصدق و أمانة، لان ابناء الجنوب منذ احتلال الشماليون لهم في 1994 و هم ينادون بالحرية ... تشكلت مجاميع كثيرة منظمة تنادي بالاستقلال منذ 1994 مرورا ب 2007 و حتى اليوم.
يقول احد المحللين ان الحراك الجنوبي ضعيف لأنه يواجه صراع داخلي بين عناصر الفصائل المكونة له، و ذلك بسبب القيادات و الاتجاهات السياسية، و بسبب عدم وضوح الرؤية ازاء الهدف من الانفصال.
يا ابناء الحراك الجنوبي...
اصبحت قضيتكم الآن أكثر وضوحا .. و اصبحت أكثر اقناعا
انصحكم ان تعملوا بذكاء لكسب الرأي العام الخليجي و العالمي ... و هذا الأمر سيصعد من تحرككم ، و سيساعد ايضا في اقناع الرأي العام العالمي.
في هذا الوقت يجب اقناع دول مجلس التعاون الخليجي بحقيقة نضالكم و ايجابيته و مواقفكم الوطنية و بتوحدكم كجنوبيين امام احتلال شمالي قذر.
كيف ستقنعون ابناء الخليج بقضيتكم، و انتم مختلفون و منقسمون؟
ساعدوا اهل الخليج حتى يقفوا معكم و يساندوكم ..
انا اشعر انكم يجب ان تبدأون بلقاء جنوبي تشاوري موسع تقتنعون اولا ان لكم قضية، و ان توصفوها بطريقة صحيحة و عندها ، عندما تتماسك ايديكم كلكم ايها الحراكيون الجنوبيون ستجدون الخليج يركض لكم، لا لشيئ الا لأنكم عمق استراتيجي واقعي لهم.
اتمنى ان تفيد النصيحة
17/11/2015