كان احد اساتذتي (من المغرب الشقيق) يردد خلال محاضراته، للتدليل علئ ان الفعل هو ما يحدث التغيير، كان يردد (لا يمكن ازالة الاوساخ الا بلمسها) والحقيقة ان ذلك ليس الا محاكاة لقول رسولنا الكريم (ص) (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) ولا يخفى على متابع اننا في الجنوب قد اخترنا (اوسط الايمان) وصرخنا في وجه المنكر منذ العام 2007م وسقط منا شهداء وجرحئ ومعتقلين دون ان نسمع صوتا مؤازرا من (اليمن) ولو حتئ بكلمة، والعجيب ان اسرانا لا زالوا في سجون صنعاء حتئ اليوم وفي مقدمتهم الاسير احمد عمر المرقشي.
كثر (الكلمنجية) عندما فرض ابناء الجنوب واقع جديد ب (اقوئ الايمان).
يقول احدهم ان 80% من سكان اليمن يقطنون المرتفعات الجبلية، ويحرص على ضم الضالع الجنوبية الئ هذه المرتفعات، لكنه نسي ان يفسر لنا لماذا لم تحذو مرتفعاتهم حذو الضالع التي رفضت الظيم واخذت الصدارة كاول محافظة جنوبية تتحرر؟.
ان ما جعل الاحداث تتغير على الارض في الضالع وغيرها ليست الطروحات الخانعة والنظريات الحمقئ وانما هم نجوم من الشهداء لم يكن اولهم اللواء علي ناصر هادي وقد لا يكون اخرهم مرافقوا النائب محمد علي الشدادي واللواء حسين عرب..
بعض هذه الاقلام والاصوات يرئ ان قضية الجنوب هي تسريح جيش الجنوب، هذا الجيش الذي كان يحمل عقيدة قتالية وطنية ويدين بالولاء لوطن وليس لاشخاص، وبعضهم يرئ في عدن مدينة للاعياد، وليست مدينة للتعايش والتنوير والمقاومة، وتافه اخر نافذ بجلده، يرئ في ابناء الجنوب مجموعة حمقئ والادهئ ان احمق صغير يستشهد باحمق كبير، مع ان الحماقة هي هي، الغريب ان كل هؤلاء لم يتجراون ان يهاجموا المعتدي ولو ببنت شفه رغم انهم خارج الحدود.
لو كلف احدهم نفسه بالرجوع الئ وثائق حوار الموفنبيك لوجد توصيفا للقضية الجنوبية، وهي قضية وطن وهوية لا ساحة نهب فقط.
بغض النظر عن كل تسطيح الحمقئ فان الوحدة لم تكن عامل استقرار، لا في الداخل ولا الخارج، فالئ جانب كون وطن الوحدة قد اصبح كالثقب الاسود الذي سحب كثير من المساوئ والعاهات من كل صنف ولون فانه تحول الئ معمل تفريخ لمساوئ داخلية كارثية اصبح معها مشروع الوطن في ذيل الاهتمامات ان لم يكن معدوما تماما وذلك لصالح مشاريع حكم واثراء، حلال او حرام، وصناعة قوئ للاستخدام في صراعات مراكز النفوذ.
كما اصبح وطن الوحدة هذا مصنع للمارسات القمعية ضد الجنوب منذ 1994 وصار الجنوب ميدانا للاثراء والنهب والترضيات وتصفية الحسابات بين مراكز النفوذ وصل حد ان اصبح فخ للاغتيالات والتصفيات الجسدية.
لقد اصبحت مساوئ وطن الوحدة عوامل ابتزاز للاقليم والعالم.
واقع الحال ان عدم الاستقرار هو نتاج لثقافة التابع والمتبوع التي عصفت باليمن (الشمال) سنوات طوال، تلك الثقافة المانعة لنشؤ دولة المؤسسات ومؤسسات دفاع وامن بعقيدة وطنية خارج سيطرة القبيلة ومراكز القوئ الحاضنة لها والمحمية بها..
ان انكار هذا الواقع من شرائح الكتاب والمثقفين التي تتماها معه يجعل الدولة الوطنية في اليمن (الشمال)، التي تحترم مصالح الغير وتتبادل المصالح معه، حلم صعب المنال..
وعلئ ذلك فمن حق ابناء الجنوب بناء دولتهم الوطنية المتحررة من الشوائب المانعة للتعاطي مع العصر مع اعترافنا بحق الجوار علينا ان نكون سندا في حماية امنهم والامن الاقليمي اذا تعرض للخطر..
والسلام ختام..