أيها المتشدقون باسم الوطنية والإخوة ممن تنكرون على الجنوبيين رفضهم لأي تواجد شمالي على أرضهم نقول لكم:
أين كنتم عندما كانت مليشياتكم تدمر الجنوب بشرا وحجرا وشجرا أليس من المنطق والإخوة والوطنية ان تساندوا أبناء الجنوب في الوقوف والدفاع ضد مليشيات الحوثي والمخلوع إن كانت لديكم وطنية فعلا كما تدعون ام ان وطنيتكم لا تظهر إلا في حالة السلم والرخاء وجني المحصول.
إنه من المعقول ومن المنطق ومن المقبول شرعا وعقلا وعرفا ان لا يقبل أبناء الجنوب بوجود وعودة أي جندي او مسؤول شمالي يحكم في الجنوب مرة أخرى هذا إن أردتم وطنية وإخوة حقيقية بين أبناء الجنوب والشمال ، أما إن كنتم تسعون لوطنية وإخوة بمفهومكم وبمفهوم قوى احتلال 1994 فهذا بعيد عليكم بعد الشمش وبعد المشرقين عن المغربين ، إذ كيف سنقبل من كان يقتلنا ويدمر مدننا ويذيقنا العذاب صنوفا وبألوان شتى ان يعود يحكمنا مرة أخرى بعد أن قدم الجنوبيون التضحيات الجسام لطرده وطرد مليشياته الحوثعفاشيةالمحتلة لأرض الجنوب ، ففي أي شرع أو عرف يمكن قبول هذا الكلام حتى قواميس الوطنية والإخوة لا تحوي مثل هذا . أين كانت وطنيتكم وإخوتكم وأنتم لم تقبلوا بفرد جنوبي يحكمكم وهو سيادة الرئيس هادي ووقفتم ضده بكل ما أوتيتم من قوة وسلطان حتى أخرجتموه من أرضكم بل ولاحقتموه حتى في بلاده عدن ولم ترتاحوا إلا بإخراجه وطرده إلى خارج البلد قولوا لنا أين كانت وطنيتكم وإخوتكم قابعة حينها .
إنه وبعد ان استعاد أبناء الجنوب أرضهم بسواعدهم وتضحياتهم بخيرة أبنائهم في الوقت الذي وقفت فيه كل قوى وشرائح المجتمع الشمالي موقفا سلبيا مما كان يحدث في الجنوب - أي موقف المتفرج - بل أن كثيرا منها وقفت داعمة بقوة لمليشيات الحوثي والمخلوع تأتون اليوم وتناشدوننا بحق صلة الإخوة والوطنية ما لكم كيف تحكمون .
أيها المتشدقون بالوطنية والإخوة نصيحتي لكم أن دعوهما وجنبوهما جانبا وخاطبونا بلغة الحق ومنطق الواقع على الأرض ، فالحق في أرض الجنوب لأبنائه فقط ولا نقبل ان يشاركنا أحد في ذلك تحت أي مسمى كان فهم وحدهم من تصدى ووقف ضد المحتل الحوثعفاشي بآلته العسكرية الضخمة دون ان يشاركهم أحد من أبناء الشمال في ذلك التصدي ورد عدوان مليشيات الحوثي والمخلوع اثناء تحرير عدن وبقية مدن الجنوب فعن أي وطنية وإخوة يتحدثون ، فالوطنية والإخوة ممارسة وسلوك وفعل وتضحية وليس شعارات للاستهلاك الإعلامي يامن صدعتمونا بها هذه الأيام بعد ان رست سفينة تحرير الجنوب على جودي صيرة وشمسان .
إن وطنية هؤلاء وإخوتهم لا تختلف كثيرا عن مقولة فرعون حين شعر بالغرق فقال: " آمنت بما آمنت به بنو إسرائيل " فهو إيمان يشوبه التكبر والتعالي ولهذا لم يقبله الله منه لأنه إلى جانب تكبر فرعون فهو إيمان جاء في الوقت الضائع كما يقولون ، وكذلك حال المتشدقين اليوم بالوطنية والإخوة يطالبوننا بهما الآن بعد أن صمتوا عن قتلنا بالأمس ولم تحرك لهم وطنية أو إخوة ساكنا تجاه افعال بني جلدتهم بحق الجنوب وأهله .
فهل يستكثرون علينا أن نقول لهم ردا على مطالبتهم لنا بالوطنية وحق الإخوة والجار بما رد الله على قول فرعون بإدعائه الإيمان "أالآن وقد عصيت قبل هذا وكنت من الكافرين..." .