تعرف جماعات حزب الإصلاح في الجنوب أن شعبيتها انحسرت تماما لتصبح قاصرة على عظام وأعصاب تنظيماتها ويعرفون من نفور الناس منهم في الشوارع أن فرص تعاطف الجماهير معهم شبه صفرية! فما سر تلك التحركات الغشيمة في العاصمة وما حقيقة تلك الخزعبلات التي يحشد لها الإصلاح والهدف السياسي والتمويلي خلفها! الهدف السياسي للثورة المزعومة في علم التسويق هناك مفهوم “إعادة الطرح” في حالة فشل الحملة الترويجية الأولى للمنتج حيث تتم إعادة طرحه بأسلوب جديد ورسالة ترويجية جديدة وهذا ما تحاول عناصر حزب الإصلاح مدعومة بقناعيها المتألسم والإرهابي بعد فشل مظلومية الساحة في جذب أي قطاعات مؤثرة من الجماهير نحوهم بعد سيطرة الحوثي على سدة الحكم .
يقوم الإصلاح التكفيري بعملية “إعادة تموضع” حيث يخلعون رداء المظلومية السياسية ودعاوى شرعية الدستور ذات المرجعية الديمقراطية فقد أدركوا أن الجماهير الجنوبية المؤيدة لمشروع استقلال بلادهم بعيدة عن التعاطف معهم ولو ذبحوا عن آخرهم ذبح النعاج! فقرروا تعديل رسالتهم هذه المرة ومحاولة جذب الشباب الأكثر تطرفا والذي وجدوه متعاطفا مع من وهب ودب
لقد أدرك حزب الإصلاح أن مزاعم الحكم الاسلامي قد انقشع غباره فقرروا أن ينسوا الجماهير العريضة ويركزوا في جمع نواة صلبة من الشباب التكفيري الرافض للديمقراطية والتعددية وعدم الاعتراف بالآخر فاحذروا يا أبناء الجنوب لم يكن في وسع أحد من المحللين والمتابعين والمهتمين بالشأن العام في اليمن أن يتنبأ لهذا الشعب بما فعله على امتداد سنوات خلت حتى هم أنفسهم وفي أقرب اللحظات الى بداية حراكهم بدوا وكأنهم في سبات عميق ولم يصدق معظمهم ما يقومون به لكنه الجمر تحت الرماد تحرك الشباب في لحظة فاصلة غيرت وجه المنطقة ورسمت حدودا جديدة للسياسات والاستراتيجيات الكبرى ليس في المنطقة فحسب وإنما في العالم بأسره.
فجر الشباب اليمني وقبله بسنوات الحراك الجنوبي السلمي ثورتهم وملأت صرخاتهم الآفاق في مطلع عام 2011 معلنة مطالبهم المتعطشة للتغيير وتملكهم أمل كبير في تحقيقه ذلك التغيير الذي أعاقه - من وجهة نظرهم ولعقود مضت - الحكام الطغاة المستبدون ودفعوا في مشوار المطالبة بالتغيير أبهظ الأثمان حين واجهت سلطات الدولة ثورتهم بالقمع والعنف وحين انتصارها تم الالتفاف عليها حتى اصبح الجمع يولون الدبر .. الجنوبيون الوجود السياسي والدور الفّعال والموقف الحازم في الوقت الحالي الخالي من جنرالات الاستيلاء والفيد وقتلة الثورات في هذا الزمن الصعب الذي يواجه فيه اليمنيون أزمة حقيقية في الدور والوجود بمواجهة الصعود الكبير لتيارات متعددة تريد الغاء الاخر بالاكراه والتغرير والتخويف ودفع الناس البسطاء خارج مواقعهم الطبيعية في معسكر الحرية لتكون في صف سفاحي الحريات في هذا الوقت يجب أن نواجه بمزيد من الوعي والصفاء الوطني والانتماء هذه الهجمات والمطابخ الإعلامية الباغية التي اغتالت التسامح والاعتدال الاسلامي وأصبحت رمزا للخنوع الاستئثاري بالدين للاستحواذ على السلطة وإستعادة بنية الحياة السياسية المتلبسة بالدين وإنتاج الدور العدائي كما أسلفت سابقا الذي تضمنته غزوة الاجتياح صيف 94م هذه الكتابات التي نعكف على كتابتها تصب في الدفاع عن هذا الحق الوطني مع الاغلبية المتسامحة والمعتدلة والوطنية و يهدف لإنقاذ قضيتنا العادلة من مخاطر يتاجر المستبدون بها لتبرير وجودهم في الوقت الراهن بالعاصمة الأبدية للجنوب عدن ويتاجر بها الخارج للتدخل في بلادنا والله من وراء القصد .