من مآسي شعب الجنوب التي كانت سبب ضياع وطنه هي تلك المرحلة التي تم فيها تصفية رموز الوطن التاريخية بالقتل والتنكيل والنفي خارج الوطن وفق منهجية معدة ومدعومة من أتباع ومشردي دار الحجر وبالتالي تم إفراغ الجنوب ممن يحمل المعاناة التاريخية ويعرف كيف يجابهها ويقطع دابرها ويبتر أيديها أن حاولت تمتد إلى أرض الجنوب وشواهد التاريخ حية إلى اليوم .
واليوم ونحن إمام داعي التاريخ الذي ينادي روح الفداء الوطني كم نحن بحاجة إلى إعادة الأمور إلى نصابها والرموز إلى مكانها التاريخي , لا لكي نمجدها وننصبها للمظهر والفخر , بل كي تكون إمام المحك وإمام ما يحيط الوطن من مدلهمات تجعل الولدان شيبا , وبالتالي يتقدمون صفوف الفداء كما كان تاريخ آبائهم وأجدادهم الناصع البياض , خاصة وحقيقة الأمر الواقع وما آلت إليه ساحات ومساحات الوطن من هرج ومرج المكونات المتخالفة المشتتة بفضل تلك القيادات الفاشلة التي وصلة بنا إلى حالة مفزعة إذا لم نتداركها لدفعت أجيالنا المذلة مئات السنين القادمة يا سيدي !!!!! .
فعند ما دخل المال الأناني الذي تلهث وراءه أنفس مريضة لها طموح سلطوي تحول النضال الوطني عند أولائك الوصوليين إلى استثمار في بيع وشراء ذمم المتطفلين ,وتحول الموقف الوطني إلى مواقف تباع بثمن بخس لأول من يدفع حق ربطة القات عند بعض المرابطين بالساحات .وتحول النضال من ( وطن فداء وطن ) إلى ( نقد وطن نقد ) و ( قات كلام قات )وبغرورهم يوهمون السذج إن الأمور كلها تحت السيطرة , قبل وبعد المقطرة.
مساكين من يظنوا أنهم عبر عالمهم الافتراضي وبحساب افتراضي يسخرون النخب الوطنية الصادقة وسائل لغاية الأنانية والغرور المركب الذي يسكنهم وكله تحت السيطرة .
من يظن الرجال وسيلة لغاية هو فعلا لا يستحق أدنى تقدير مهما هما .!!!!
فبعض المتطفلين يتعامل مع المواقف والدماء والشهداء وفق مفهومة القاصر وبالتالي حتى أصدقائه المخلصين يتحولون عند الحاجة إلى سلعة يبيعها بأول عرض وبثمن بخس لأنه يعتبر ذلك وسيلة لغايته المشدودة . و يظن انه يسير الأمور ويشتري النفوس وفق منهجه والقضية عند هذا (( نقد موقف نقد )) وعند شريكه هناك ((منصة وطن منصة )) .
من يظن أن يجير دماء الشهداء ونضال الشرفاء إلى رصيده الخاص فهذا هو السارق الثوري الذي يقام عليه حد السرقة .
فقد بلغ الغرور عند ذات النفوس الانتهازية الوصولية المتطفلة أقصى مداه وبلغ بها حلم السلطة إلى مرحلة الحمل الوهمي ولذلك كانت متاهة القضية الوطنية في سلوك أولئك الواهمين .
و من فرط الغرور والأنانية وبروح الانتهازية يخيل لحامل الوهم أنه القائد الملهم الذي ولد من رحم الثورة وسيسفر الصبح القريب عن نجمة الذي يعلي ويعتلي نضال وتضحيات دماء وأروح آلاف الشهداء ,
والأدهى والأمر وفي مرحلة ضياع (الطاسة) يوهمك بأنه هو سر الأسرار الذي زرعه القدر في ليلة قدر وبأيده يروي العطش وهو المخلًص وقائد المسيرة الذي سوف يصد صاحب المسيرة فهو في القلب وقائد الميمنة والميسرة وكله تحت السيطرة من قرب وعن بعد.
وحتى يضفي على دهائه هالة من الحذق ورداء من الذكاء يسرد ويرد على كل سؤال وبأسلوب متعالي مكشوف وهو يدري ولا يدري ويقول القائد السري الذي يحرك العالم الفطري ( وهو يومي إلى ذاته ) هو البرادعي ذلك البطل المجهول الذي بني علية مسلسل البرادعي الشهير الذي لم يكتشفه ملايين المتابعين إلا في الحلقة الأخير وعند مغرورنا يتطلع إلى يوم التتويج على رأس كل الكائنات والمكونات والوطن والذاريات ومن صدق تصديقه لما يسكنه من غرور يوهمك إن من وراء البحار أكد بأن قائد السراب الجنوبي معروف لدينا وندعمه مه همه .
والوطن في ضياع بين من يدفع بعربة أنانيته ومصالحه الذاتية مثل الباعة المتجولين لبيع ما تبقل به نفسه من فومها وبصلها وعدسها وقثائها , ومن هو عبر العالم الافتراضي نجم ساطع يوجه ويقود ويحلم أن يسود ويتسيد الأسود , مثل هاء ولائي كان يفترض أن يترك يصارع هواه وأنانيته لا أن يشغل الكثيرين بترهاته التي يظنها مسلمات للخلاص الوطني ومن المفروض أن لا يتحول إلى مدار يظن أن النجوم تدور حوله , أفرضوا عليهم الحجر حتى لا يتمادوا بغرورهم . حينها يظهر لنا إن خبث الوهم الذي ران عليهم وأحاطوه بغرور العظمة كان اكبر بكثير من حجمهم الأقل من طبيعي .
من يظن إن حجمه الجنوب عليه أن يخرج من شرنقة وهم العظمة إلى نور شمس الجنوب حتى يدرك إن الجنوب من المهرة إلى باب المندب وطن الجميع الكبير بعين كل جنوبي ..
المرحلة جد تتطلب منا الصدق والتوحد وحشد طاقاتنا وتوحيد كلمتنا تحت قيادات نزيهة ولنا في الرموز التاريخية أمل أن تدعي وتتقدم صفوف الفداء وأن نخلص نياتنا جميعا لفداء الوطن ونصر الحق في كل حال .
بقلم / صلاح ألطفي
10/ 2 / 2015 م