التصالح والتسامح المغزى والدلالة.
د عبدالله محمد الجعري
فكرة التصالح والتسامح فكرة رائعة من حيث معناها ومقاصدها بإبعادها المختلفة سياسياً وفكرياً واجتماعياً، فيشكر من طرحها ومن استحسنها ومن نفذها من الخيرين من أبناء شعبنا الجنوبي والشكر موصول كذلك " وهو الشيء الأجمل" لمن فكر باختيار زمن توقيتها وأن يكون تجسيدها في يوم 13/يناير وهذا بحد ذاته له مغزى عميق ودلالة عظيمة في نفوسنا كجنوبيين نريد من الكل ومن الأجيال القادمة حينما يُذكر يوم 13/ يناير يذهب بالنا وتفكيرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا إلى يوم التصالح والتسامح الذي جسد فيه شعبنا تلاحمه الوطني وننسى 13 يناير المشؤوم ونمحوه من ذاكرتنا نحن والأجيال القادمة، وهذا لن يتأتى إلاّ من خلال السلوك والتعامل الإيجابي الجاد على أرض الواقع بكل صدق ومحبة، بمعنى أن ننتقل من التصالح والتسامح كمقولة وشعارات نرددها في مناسباتنا إلى سلوك ملموس على الواقع وأن نحافظ عليه، فالتصالح والتسامح كان خطوة جبارة وجريئة نبعت وانبثقت من إرادة جبارة لشعب جبار وعظيم هو الشعب الجنوبي الذي قررها ونفذها وجسدها واقعاً ملموساً كفكرة ومقولة وشعار بدليل أنه يرددها في تظاهراته ومسيراته " نحن تصالحنا تسامحنا" ويقف صفاً واحداً في خندق النضال السلمي من المهرة وحتى باب المندب يجمعه هدف واحد وهو التحرير واستعادة الدولة، ولكن ولتكملة تصالحنا وتسامحنا هذا يجب ربط القول بالعمل، لذا ينبغي علينا جميعاً كل في مجاله أن نعمل على ترسيخ عظمة هذا اليوم في نفوس أبناء الجنوب وبالذات الشباب والأجيال القادمة سلوكاً وممارسة من خلال عقد الندوات والنقاشات وإلقاء المحاضرات والخطب وأن يدرس باعتباره قيمة من قيم مجتمعنا الجنوبي المتسامح والمتسامي دوماً على جراحاته وآلامه، فبالتصالح تم لشعبنا إيصال صوته للخارج وبه أيضاً "أي التصالح والتسامح" تم قطع الطريق على كل أصحاب النفوس الشريرة التي تحاول جاهدة إحياء ما أندثر من فتن عانى منها شعبنا طويلاً وهو ما نسمعه علناً كل يوم من أبواق إعلام مأجورة ولحاجة في نفس يعقوب.