تردد كثيراً القول أن الخلافات الحادة بين قادة المكونات السياسية للحراك الجنوبي السلمي قد أجلت موعد الأستقلال. هذه هى واحدة من الشائعات المليئ بها الشارع الجنوبي تبثها ليل نهار المطابخ السياسية في نظام صنعاء.
الضبابية وعدم وضوح الرؤية السياسية لحركة التحرر السلمي الجنوبي جعلت القادة والشارع الجنوبي في وضع لا يحسد عليه. قادة المكونات السياسية الجنوبية أصبحوا لا يدركون شيئاً عن الوضع السياسي الحالي ونتائجة مستقبلاً. تعامل الجنوبيون دائماً بردة الفعل الناتجة من نظام صنعاء وابتعدنا عن الهجوم والمباغتة. أن بعض الشعارات التى رفعت في السابق أصابت الثورة السلمية بمقتل دون أن ندري. الحمدلله توفرت اليوم خبرات سياسية مختلفة جمعتها ساحات الأعتصام في خور مكسر والمكلا .
نظام صنعاء يعيش أزمة خانقة تكاد أن تعصف به. لهذا يرى أن تبقى القضية الجنوبية كما هى دون حل . دول العالم أيضاً تقر بعدالة قضيتنا وضرورة أستعادة الدولة الجنوبية ولكن لن تكون اليوم ونظام صنعاء متهالك بل ستكون مشكلة اكبر بقيام الدولة الجنوبية المدنية. لهذا نسمع هذه الشائعات واللوم على قيادات المكونات السياسية في هذا الشأن. دول العالم مشغولة بترتيب نظام صنعاء وأقامة دولة مدنية قادرة على حماية مصالح هذه الدول. المهمة الرئيسية الان تكمن في كيفية الأستفادة من الكوادر الجنوبية المرتبطة بسياسات هذه الدول في أقامة الدولة المدنية في صنعاء. أنهم في سباق مع الزمن. أما قادة وشعب الجنوب لم يهتم بالوقت وشعاره دائماً عاد المراحل طوال .
تدخل القضية الجنوبية مرحلة الحسم النهائي. أنها تحتاج الى مزيد من التنسيق في تسخير طاقات شعب الجنوب في خدمة تحقيق الهدف. أننا في حاجة ماسة الى هيئة تنسيقية موحدة من مجموع المكونات السياسية الجنوبية الموجودة قادرة على أدارة هذه المرحلة. شباب الساحات لن ينتظروا طويلاً عما تسفر عنه اللقاءات العلنية والسرية العقيمة للقادة الجنوبيين. أرض الجنوب ولاّده للقيادات ولم يصبها بعد العقم حتى ننتظركم. ألاّ تعلمون أنكم أصبحتم عائق في مسير الثورة السلمية أستغلها الخصوم في تمرير سياساتهم من أجل نهب ثروة الجنوب لفترة أطول .
مرحلة الحسم النهائي لا تحتاج التطويل بل مزيداً من الأجراءات التصعيدية التى في مجملها تشكل ضربة معلم. تأخر الساحات عن أعلان التصعيد القادم سيؤثر سلبياً على سير الثورة السلمية. أخاف يلجأ شباب الثورة في مدن الجنوب الى ممارسة العنف بعيداً عن قياداتهم. ضرورة من فرملة حماس الشباب وتسخيرهم لنشاط تصعيدي قادم يحافظ على سلمية الثورة .
أتمنى من الشباب الثائر إلاّ يلجأ إلى العنف والتفكير في اجراءات تصعيدية سلمية.
النصر أن شاء الله أتِ عن قريب .