لم يكن في الوقت متسع للحوار الجنوبي - الجنوبي. لا داعي لطرح المبادرات بعناوينها المختلفه التى لا تخلو من التأكيد على الأقرار بشرعية الرئيس والقائد للثورة الجنوبية. سنوات طويلة في عمر النضال ضاعت في هذه الجوانب ولم تثمر بشئ. شعب الجنوب اليوم في ساحات الأعتصام السلمي بعدن والمكلا ولن يرجع إلاً بتحقيق هدف أستعادة الدولة المدنية الجنوبية. المطلوب من قادة الحراك السلمي الجنوبي في الخارج العودة الى الوطن دون قيد أو شرط ليأخذوا مواقعهم في الساحات. من خلال المعايشه ومشاهداتهم اليوميه للواقع ستنطلق القيادة الموحده حيث سيتنازل كل فرد منكم للآخر من أجل نصرة الشعب وتمكينه من تحقيق الهدف .
عقارب الساعه لن توقف والوقت ثمين وجب عدم أضاعته العالم ينظر الى نضالنا السلمي بأحترام وتقدير ويبحث عن قيادة موحدة يستطيع مخاطبتها والتنسيق معها. أفهموها يا قادة الجنوب في الخارج إن ساحات الأعتصام لن تنتظركم كثيراً. سيتم أنتخاب قيادة موحدة ممن في الساحات وستعلن الرؤية السياسية الموحدة لبناء الدولة المدنية أن شاء الله يا قادة الحراك الجنوبي في الخارج تركتم الجنوب مساحة أرض يتهافت عليها مقاولون كثر يرغبوا في البناء فيها ولم تكن معهم خريطة أو تصميم للمبنى. في هذه الحالة من سيسلمكم الأرض ؟ أنكم تقودوا شعبكم من تصعيد الى تصعيد آخر الى مالا نهاية بينما الحسم يكمن في وحدتكم التى أنتظرناها كثيراً .
أما شعب اليمن مغلوب على أمره منذ أنتصار ثورته في 26 سبتمبر 1962م. لم يحقق له شيئاً من الأهداف الثورة بل أستمر الوضع الأجتماعي اكثر تعقيداً أمام هيمنة القبيلة. أصبح النظام الجمهوري صورة لمخاطبة الخارج ولم تقم الدولة الناشئه حينذاك بوظائفها. ترسيخ الظلم والجهل والمرض. التغيير الوحيد الذى حدث في التوسع العمراني وسفلته الشوارع التى تخدم الفئه المسيطره من رجال القبائل وكبار الضباط .
بزغ الأمل عند الشعب اليمني بوصول الرئيس الحمدي للحكم حيث بدأ بتأسيس التعاونيات وتقليم التأثير القبلي وسيادة القانون. تكالب عليه القوى الظلامية المختلفة ولم تمضِ اكثر من شهرين حتى تم أغتياله ومن أغتاله لازال يسرح ويمرح دون خوف. أما في حكم المشير على عبدالله صالح الرئيس المخلوع حالياً الذى أستمر اكثر من ثلاثين عاماً تم ترسيخ العلاقات القبلية والعسكرية بوجود الديمقراطيه التى فهمها اليمني بأنها قل ما تشاء والحاكم يفعل ما يشاء. وفي خضم الصراعات الدائرة بين القوى المتصارعة جاءت ثورة الشباب في فبراير 2011م لم يكتب لها النجاح لأسباب عديدة.
المهم أنها أيقظت الروح الثورية المتطلعة للتغيير التى أستغلها الحوثيون حزب أنصار الله في حشد الجماهير حول مطالبة الثلاثة العادلة.
فجأة شعر المواطن الموجود في الساحات أستيلاء مليشيات الحوثيون المسلحة على نظام صنعاء وسحب الأسلحة المتوسطة والثقيلة الى صعدة. دون مقاومة تذكر من القوات المسلحة والأمن. أمتد نفوذه الى بقية المحافظات الشمالية بحجة محاربة تنظيم القاعدة مما زاد الطين بلة .