كتبت مقالي هذا قبل استشهاد الشاب حسين اليافعي عليه رحمة الله وبدوري اعزي أسرة الشهيد البطل ,احيي روح الأم الوطني الذي شرفة بموقفها النادر شعب الجنوب وحرائره خاصة ودور حرائر الجنوب أصدق وأوضح من كثير منا فهن أولا أمهات الشهداء وهن كذلك بعيد عن ترهات القات والشتات , رحم الله كل شهداء الجنوب والله يمن على كل الجرحى بالشفاء .
وإليكم المقال :-
قبل صراع المنصات الذي سببته عدوى بكتيريا الأخوة الأعداء , كانت بدايات الحراك الجنوبي جد ثورة سلمية ملتهبة من انطلاقة ساحة الهاشمي المشهورة التي كانت فاتحة انطلاق الحراك الجنوبي العلني وكانت تحت قيادة ثلة من المخلصين على رأسهم ناصر النوبة ,
والى الحشد المليوني المذهل في ردفان الثورة ذلك الحشد الذي وسم بعهد التصالح والتسامح الذي صدع به المناضل الوطني أحمد عمربن فريد ملقناً أبناء الجنوب عهد حرمة الدم الجنوبي على الجنوبي وتحت ذلك العهد كان ينبغي أن تنطوي كل دعوى تخوين أو نقص في حق أي جنوبي .
واليوم عندما استشرى مرض الرفاق عبر ناقلاته الطفيلية تلك التي كانت تمتطي عنفوان الحراك في أوج انطلاقه عندما بدأت ظواهر القيادات الوصولية المتسلقة أولئك الذين ظنوا أن الجنوب سوف يقدمه لهم أهل مطلع على طبق من ذهب ووسطه هدية (بنت الصحن) (المسأسأة )على قولة الأخوة السوريين بالسمن والعسل .
حتى بلغ بهم الوهم إلى تقسيم مناصب الدولة القادمة عندما تمادى بهم حلم السلطة المعزز والمقزز ببكتيريا مرض الرفاق وأمراضهم الأنانية التي عششت في مجالس القات والشتات ثم انتشرت وظهر مفعولها في مرض الانقسامات (قنون التفريخ) حيث كانت مصدر لبيض التفقيس التي باضتها مجالسهم عندما طغى حلم الوصول إلى السلطة وتجسد في خيالهم تاركين العمل الوطني النضالي وبالتالي شعب الجنوب الأبي على مشرحة الرفاق الوحدوية بعدما قدمته القيادات الفاسدة الفاشلة تاريخياً لقوى الظلم والعدوان والحقد المذهبي مع الوطن الذبيح فدية (للدودحية )على مقصلة الحلم ألأممي الثوري .
وحتى عندما استفاق الشعب الجنوبي واستقام ينشد الحرية والسلام مطالباً بحقوقه المشروعة في استعادة الوطن الذي غربه الرفاق في رحلة التيه التي لم يقتلوا بها أنفسهم , بل قتلوا بها شعب الجنوب, وحينها كان لأصحاب الأوهام ما كان من تشمير للسواعد وشحذ للألسن في نضال المنصات الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم .
وأصبح شعب الجنوب أسير لمخدر المليونيات التي يحتشد لها خلال أربعة وعشرين ساعة بكل حماس وطني وتضحية وصدق , لكن أولئك الانتهازيون استثمروا تلك المليونيات للحصول على مصادر التمويل والتموين من كثير من أبناء الوطن المخلصين داخل الوطن وفي بلاد الغربة ناهيك عن سيل أنهار من الدماء وآلاف من الشهداء والجرحى التي حاول كل مكون تجييرها لحسابه الخاص.
لقد كان ومازال انقسام وشتات وفشل تلك القيادات نتائج جد عكسية ووبال على حال القضية الجنوبية كما هو ظاهر اليوم .
لقد حول الانتهازيون الحالمون بالسلطة وبالرئاسة أولئك أغبياء السياسة معدومي الكياسة دفة النضال الوطني عن وجهته الحقيقية في استعادة حقنا المشروع بالوطن والهوية والانتماء . نعم حولوه إلى صراع بيني ومماحكات أنانية يندى لها جبين حرائر الجنوب قبل رجاله وما ظاهرة الانقسامات إلا دليل قاطع على وصولية أولئك المهر طغين الذين انتفخت بطونهم بالحمل الكاذب عندما ظنوا أنهم يحملون الخلاص الوطني لشعب صابر تجرع من قياداته الممحونة بمرض الانقسامات مرارات الانكسار والهزائم وبالتالي الضياع والشتات .
إنها تلك القيادات الهرمة التي أنتجت هذه الطفيليات التي استمرأت حبل الوهم عندما حصلت على المال الجنوبي وكذلك المشبوه والمجهول .
عندما سألت أحد الأصدقاء الأعزاء عن واقع الحال عند بعض من كنا نظنهم قيادات ميدانية قال صديقي :
لا أخفيك الحال بعض من تلك القيادات كان يخزن قات (أبو ربر أو ربل ب500 ريال) كان يمضغها (سويعات الأصيل) واليوم حول إلى قات ربط ذحلة وكوماني وشامي مخصوص ب 12 ألف ريال يخزن به من 12 إلى 12 ويحلم بالجنوب القادم على طبق بنت الصحن وبالحكم 12 في 12 (يساوي 144 وهذا كان أسهل سؤال نجيب عليه عندما تعلمنا جدول الضرب ).
باختصار أنا أسجل انطباعي عن واقع الحال اليوم على أرض الجنوب حيث كنت في إجازة قصيرة تكشف لي حال الواقع عن قرب ((وقد أكون مخطئاً)) لكن ابرز سمات الواقع
انعدام العمل الفكري الوطني المنظم بين صفوف الشباب النشء ناهيك عن مرض الشتات والانقسام الذي ذكرته آنفاً حيث أصبح الجنوب وأرضه وشبابه بالذات فريسة سهلة لكل داء خبيث من الفكر الضال إلى مخططات العدو المتربص والمتلون المتوالية بخطط ممنهجة بكامل الوضاعة والدنس والأساليب المنحطة حيث كما عهدناها تستثمر كل أساليب الانحطاط ولا تستثني حتى قداسة ديننا الحنيف مستخدمة المال والترهيب وحتى المخدرات .
والمؤسف أن كثير من أبناء الجنوب وخاصة شبابه يعيشون واقع مأساوي بكل المقاييس وليس لهم بارقة أمل اليوم خاصة أن العدو أوصد في وجوههم كل باب والأخطر من ذلك الفساد المستشري في مرافق الخدمات والحياة التي يتولاها اليوم كثير ممن هم أبناء جلدتنا الجنوبية لكنهم أكثر فساد , فهم سود وسوس الفساد إنها تلك القطط السوداء التي تأكل أبنائها نهاراً جهاراً بلا وازع من دين أو حياء أو انتماء وطني .
ختاماً الله يعين شعبنا الجنوبي الصابر المجاهد الواثق بالله والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون