حول مذابح جمهورية أفريقيا الوسطى

2014-02-16 20:13

 

الحمد لله..

 

عندما كانت المليشيات المتطرفة من شباب المسلمين من جماعة "Séléka" التابعة للرئيس السابق؛ تعتدي على المسيحيين في السنة الماضية سعى عدد من أئمة مساجد المسلمين إلى حماية المواطنين المسيحيين العُزّل من الاعتداء ووضعوا أيديهم في أيدي القساوسة للعمل على السلام واعتبروا هذه الأفعال ليست من الإسلام في شيء.

 

وفي هذه الأيام حيث ترتكب مليشيات الجماعة المسيحية المتطرفة "anti balaka" أبشع جرائم الاستئصال العرقي ضد المسلمين العُزّل برز من قساوسة الكنائس من يسعى إلى إيواء المسلمين العُزٌل وهم يتحملون بسبب ذلك اتهامات المتطرفين المسيحيين وهجومهم عليهم.

 

يقول القسّ المحترم "إكزافي فاغبا" راعي كنيسة "سانت بيتر" في بلدة "بوالي" ردا على تعرضه للهجوم من الشباب المسيحي المتطرف؛ بسبب إيوائه أكثر من ٦٥٠ لاجئ مسلم في كنيسته:

 

"لقد حان الوقت الآن لكل من هو صالح أن يتخذ موقفًا جادًّا، ويثبت قوة إيمانه. لم يفهم أحد ما قمت به، بل هددوني وهاجموني".

 

والمقصود هنا أن هذه الجرائم ليست دينية وإنما هي جرائم سياسية ذات خلفية اقتصادية البسها مرتكبوها رداء الدين ليستثيروا الفتنة الطائفية ويشعلوا حميّة الشباب من الطرفين.

 

فقد ذُكر أن أهم أسباب هذه المجازر البشعة هو خدمة مصالح شركات النفط وإدارة المناجم المتنافسة على امتيازات التنقيب في افريقيا الوسطى، وهم من التوجهات العلمانية التي تستغل العصبية الدينية لدى الشباب والبسطاء في إدارة الصراع.

 

وإذا لم يتم العمل الجاد على أيقاف هذه المجازر البشعة التي ترتكب ضد المسلمين العُزّل فقد يؤدي ذلك إلى استجابة الغاضبين الغيورين من الشباب المسلم إلى دعوات التنظيمات المسلحة التي تتردى برداء الدين للتوافد على أفريقيا الوسطى والقتال فيها دفاعا عن المسلمين، مما قد يوسّع دائرة الصراع لتستدعي التنظيمات المسلحة الأخرى المتردية برداء الدين الشباب المسيحي الغاضب من مختلف دول أفريقيا فتشتعل نار يصعب إطفاؤها.

 

لقد حان الوقت لأن يقف العقلاء الصادقون من المسلمين والمسيحيين وقفة شجاعة في وجه هذا العبث والإجرام، وأن لا تخضع لابتزاز المتطرفين وتهديداتهم وضغوطاتهم .. والله المستعان وعليه التكلان.

 

اللهم فرجك القريب يا رؤوفا بالعباد.