الكلمات وحدها لا تكفي لكي تعبر عن مشاعرنا وأحاسيسنا تجاه بعض ممن يسمون أنفسهم بالقادة وهم بعيدون كل البعد عن مكان القائد..لأن القائد يراعي مصالح شعبه لا مصالحه الشخصية! ويتألم حينما يرى أبناء شعبه يتضورون جوعاً ويفترشون الأرض ويلتحفون السماء..أي قادة أؤلئك الذين يعزفون على وتر المصالح الذاتية السخيفة تاركين من كان لهم يوماً سنداً وعوناً في مهب الرياح لا يأبهون لما يحدث له من ظلم وضيم..
ربما يكونون قادة ولما لا، ولكنهم قادة من نوع آخر"هم قادة الخلاف والفتن والتثبيط " لا قادة شعوب ودول وحكومات ...هؤلاءِ القادة كبيراً عليهم أن يقودوا شعباً مناضل مكافح مثل شعب الجنوب ! لأنهم وكما أثبتت الوقائع لا تهمهم مصالح شعبهم ولا راحته أبداً ؛فالذي الذي يهمهم هو كيف يكونوا رؤساء دول وحكومات .
لا أستطيع أن أفهم كيف يترك شخصاً ما ،كان رئيس دولة أو رئيس وزراء شعبه يصرخ وينادي النجدة ..النجدة..دونما أن يحرك ذلك فيه ساكناً !
هل يعني هذا أن هؤلاءِ الأشخاص لا يشعرون ،أو أنهم صم بكم لا يعقلون؟ ليست في قلوبهم شفقة ولا رحمة ولا حنين لوطنهم وشعبهم ! كيف تسوّل لهم أنفسهم أن يتركوا شعبهم الذي رحب بهم ودافع عنهم في أكثر من واقعة ؟
لا أدري ما هو السبب ؛ هل هي الأموال التي لعبت دورها في تصريف بوصلة الوطنية لدى هؤلاءِ القادة وانحرافها عن مسارها الطبيعي ؟ أم أن في الأمر شيئاً آخر يتعلق بهواجسهم وتخوفهم من محاكمة شعبية عدالة لهم إذا تحقق لأبناء شعبهم ما يطمحُ إليه من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية ؟
إذا كان قادة " الاختلاف والفتن والشقاق " يعتقدوا أنهم بوقوفهم ضد إرادة شعبهم سيتمكنون من حماية أنفسهم من العدالة والقضاء للحيلولة دون محاكمتهم على جرائمهم التي ارتكبوها بحق الجنوب وشعبه ،فإنهم واهون تماماً ،لأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم أبداً.
وهنا أبشر هؤلاءِ القادة بأنهم لن يستطيعوا الهروب من وجه العدالة أبداً ،فمهما وقفوا ضد شعبهم وإرادته لن يكون لهم ولوقفتهم من بعدهم قيمة تذكر..لأن من يقود زمام الأمور الآن هو الشعب وليس فلان أو علان من الناس حتى يستطيعوا هزيمته ! هل لهم القدرة على هزيمة هذا الشعب أترك الجواب لك أخي القارئ؟
ومن هذا المنطلق أود أن أعلن باسم اللجنة الشبابية لتوحيد القيادة الجنوبية عن سحب المبادرة المقدمة لتوحيد القيادة الجنوبية ،وأننا بعد الآن كشباب في الساحات والميادين لن نقبل على الإطلاق إلا بمحاكمة كل من كان السبب في إذلال الجنوبيين وتمزيقهم وتشتيتهم عبر عقود من الزمن..
ونطالب الأخوة في تيار " مثقفون من أجل جنوب جديد " بعدم اللجوء إلى أؤلئك القادة الصغار الذين حكموا البلاد والعباد على حين غفلة من أهلها ،وعدم فتح قنوات اتصال معهم باعتبارهم جزء من المشكلة التي تعيق وصول أبناء الجنوب لهدفهم المنشود.. وإنها لثورة حتى النصر..وليخسا الخاسئون ..
عبدالجبار عوض الجريري