الاعلام الخليجي يمارس حربآ ضد شعب الجنوب العربي

السلطة الرابعة تكشف عن حقيقتها

*- شبوة برس – أنور الرشيد (*9

وأنا أتابع التطورات في الجنوب لا سيما في اليومين الماضيين أي يوميْ 13-14 أكتوبر الجاري والدعوات التي تبنتها العديد من الجهات في الجنوب لتتشكل بهما مليونيتان للمطالبة بتغيير الواقع الجنوبي، والمتمثل بعودة دولة الجنوب، لفت نظري أن إعلام المنطقة والإعلام الدولي تجاهل تماما تلك المليونيتين، ولولا وسائط التواصل الاجتماعي، وما ينشره النشطاء الجنوبيون لما عرف أحد بأن هناك شعبًا يصارع لانتزاع حقه المشروع بعودة كرامته وعزته وأرضه ودولته التي اختطفها كرادلة الفساد الشماليون الممثلون بالمؤتمرين والإخوان المسلمين ومن لف لفهم.

إن تجاهل إعلام المنطقة بالذات الفضائيات والمنصات الإخبارية اعتبره حربًا ضد رغبة الشعب الجنوبي رغم أن الشعب الجنوبي يكن كل الود والاحترام لكل دول منطقتنا، ويواجهان ذات العناصر التي عاثت في المنطقة خرابا وتخريبا بالذات الإخوان المسلمين، ويواجهان عدوًّا مشتركًا بالنسبة لدول المنطقة، ومع ذلك يتم تجاهل ليس مليونيتهم فقط وإنما حتى المأساة التي يعيشون بها منذ الاحتلال الشمالي للجنوب، رغم كل الرسائل التي يمكن رصدها بإثبات حسن النية، وأن الجنوب سيكون داعمًا قوي لدول الإقليم وأنه لا يضمر أي شر بالعكس يقاوم ذات العدو المشترك ولكن ومع ذلك تجاهل إعلام المنطقة كل ذلك مع الأسف.

على كل حال هذا التجاهل الإعلامي المتعمد أخشى أن يرتد على دول المنطقة كما حصل بالضبط من تجاهل مأساة الشمال التي نبهت لخطورة تجاهلها من عام 2006 والنتيجة ارتفعت وتيرة الحرب، وتكلفتها نتيجة تجاهل إعلامي وسياسي واقتصادي لحروب ست شنها نظام المؤتمرين بقيادة علي عبدالله صالح على جبال مران، وعلى القيادات الجنوبية في صنعاء أكثر من 200 كادر جنوبي تم اغتيالهم، ومع ذلك لم يتحدث عنها الإعلام والنتيجة كارثة تجر كارثة رغم وضوح فشل سياسة التجاهل ومع ذلك نرى ذات السياسة مستمرة رغم كارثية نتائجها.

السؤال هنا ما الذي يدفع إعلام دول المنطقة رغم التحالف من تجاهل مايحدث في الجنوب؟

هل هو الخشية من نهضة الجنوب من رماد تخلف الشمال؟!

أم هو الخشية من قدوم نظام ينهض بالشعب الجنوبي؟!

أم هو تواطؤ ليعيش الشعب الجنوبي بمآسٍ، وليس مأساة لينشغل بالبحث عن لقمة العيش خشية من أن ينافسهم إقليميا نتيجةً لما يملكه من إمكانيات هائلة لا تقدر بثمن.

أم أن هناك من يشارك المؤتمرين والإخوان المسلمين بنهب ثروات الجنوب ويخشى من انقطاع ذلك عنه.

بالنسبة لي كل الاحتمالات واردة ما لم يفسر الإقليم وإعلامه الموجَّه تجاهل مأساة أكثر من 8 ملايين جنوبي بالداخل ومليونين بالخارج.

*- كاتب كويتي مناصر لقضية شعب الجنوب العربي