زيارة تاريخية تعيد اللُحمة الجنوبية

2025-10-16 18:22

 

في خطوةٍ وطنيةٍ شجاعةٍ تجسّد روح التسامح والتصالح الجنوبي، قام الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي بزيارة تاريخية إلى المناضل صلاح الشنفرة، أحد القيادات التي كانت في فترةٍ من الفترات على خلافٍ مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاءٍ عابر، بل كانت رسالة عميقة المعاني تؤكد أن الجنوب يسع جميع أبنائه، وأن مرحلة الخلافات قد ولّت، وحان وقت رص الصفوف وتوحيد الكلمة في مواجهة التحديات الراهنة.

 

لقد حاولت المطابخ الإعلامية المأجورة طوال السنوات الماضية أن تُضخِّم الخلافات بين القيادات الجنوبية، وتُظهرها وكأنها صراع دائم لا نهاية له، في محاولةٍ بائسةٍ لتمزيق النسيج الجنوبي وزرع الفُرقة بين أبناء القضية الواحدة. لكن هذه الزيارة التاريخية جاءت لتُسقط كل الأقنعة، وتُفشل كل المخططات التي كانت تهدف إلى إضعاف الصف الجنوبي من الداخل.

 

إن اللقاء بين الزبيدي والشنفرة يُعيد إلى الأذهان قيمة التسامح السياسي وأهمية تجاوز الماضي، فالقضية الجنوبية أكبر من الأشخاص، وأسمى من المصالح الضيقة. وما يجمع أبناء الجنوب اليوم هو هدفٌ واحدٌ وواضح: استعادة دولتهم وبناء مستقبلٍ آمنٍ مزدهرٍ لأجيالهم القادمة.

 

لقد بعثت هذه الزيارة برسالة طمأنينة إلى الشارع الجنوبي، وأكدت أن القيادة الجنوبية تسير بخُطى واثقة نحو ترسيخ وحدة الصف وتوحيد الموقف، وأن العدو الحقيقي هو من يسعى إلى تمزيق هذه الوحدة لا من يختلف في الرأي أو الموقف.

 

وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بموقف المناضل صلاح الشنفرة الذي قابل الزيارة بروحٍ وطنيةٍ مسؤولة، وأثبت أن المصلحة العليا للجنوب فوق كل اعتبار. فاستقباله الكريم للرئيس الزبيدي يُعبّر عن نُبلٍ سياسي وحكمةٍ ناضجة تُجسّد أصالة أبناء الجنوب، وتؤكد أن الاختلاف لا يُفسد للود قضية عندما يكون الهدف هو خدمة الوطن والقضية.

 

ختامًا، يمكن القول إن زيارة الرئيس الزبيدي لصلاح الشنفرة كانت نقطة تحول تاريخية في مسار القضية الجنوبية، وبادرة تؤكد أن الجنوب لا يُبنى بالخصام، بل بالمحبة والتسامح والتكاتف، وأن المستقبل سيكون واعدًا ما دام الجنوبيون متمسكين بعهدهم ووحدتهم وولائهم لقضيتهم العادلة.