ثلاث اتفاقيات مهينة في تأريخ الجنوب نتيجة غباء قادة القومية والاشتراكي

2025-10-10 14:44
ثلاث اتفاقيات مهينة في تأريخ الجنوب نتيجة غباء قادة القومية والاشتراكي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

الجنوب العربي: ضحية التيه القومي والمراهقة السياسية

 

*- شبوة برس - سالم فرتوت 

نحن في الجنوب ضحايا التطرف القومي والفكر العبثي المتطرف. ضحايا تفكير مشوّه ناتج عن أفكار خاطئة، أو على الأقل، فهم مغلوط لتلك الأفكار التي لم يقرأها دعاتها أصلاً!

 

كنا ضحايا انعدام المسؤولية من قبل حفنة مراهقين وجدوا أنفسهم فجأة ثواراً وقادة سياسيين وهم في ريعان الشباب. وقد لازمهم هذا النضج السياسي المتعثر حتى بلغوا أرذل العمر، فما زال الأحياء منهم - وقد قاربوا التسعين - يحلمون بالعودة إلى سلطة أضاعوها ووطن أُنهك بسياساتهم الخاطئة.

 

أرهقوا الجنوب بخلافات مُفتعلة حول توجهاته تحت شعار "الحفاظ على نهج الثورة"، في وقت كانوا يدعون فيه لتسليمه لشيخ قبلي يمني متطرف لتحقيق ما أسموه "الوحدة اليمنية".

 

ثلاث اتفاقيات مهينة في عقدين

 

خلال عشرين عاماً فقط، وقعوا ثلاث اتفاقيات مع رؤساء يمنيين في ظل هيمنة القبيلة:

 

* الاتفاقية الأولى (1972): 

بعد أقل من خمس سنوات على رحيل بريطانيا، لم يتردد سالم ربيع علي - المتيمنن فكراً - عن توقيع أول اتفاقية مع الرئيس اليمني عبدالرحمن الإرياني.

 

*الاتفاقية الثانية (1979): 

وقعها عبدالفتاح إسماعيل في الكويت، ولم يجد غضاضة في قبول تعددية حزبية في صنعاء بينما كان يمنعها في عدن!

 

* الاتفاقية الثالثة (1989): 

جاء علي سالم البيض - كبير العبطاء - ليسلم الجنوب لعلي عبدالله صالح في ذكرى الاستقلال الثانية والعشرين.

 

تناقضات قاتلة

يسأل المرء: إذا كان سالم ربيع سيُسلم الجنوب لشيخ قبلي، فلماذا أطاح بقحطان بحجة أنه "يميني رجعي"؟ وإذا كان عبدالفتاح إسماعيل يقبل بالرأسمالية في الشمال، فلماذا حاربها في الجنوب؟

 

لقد قضى المخطط البريطاني-اليمني على الجنوب بأن يتصارع الرفاق ويذبح بعضهم بعضاً في صراعات عبثية، شردتهم وقتلتهم، ولم يبق منهم إلا من نجا من الرمضاء بالنار، فألقي بالجميع في التهلكة!

 

وها نحن اليوم نستجدي استقلالاً آخر بعد أن أضعناه بأيدينا. أو قل: أضاعه البيض بحثاً عن وحدته، بينما يتآمر أصحابها اليوم على تمزيق الجنوب، مستخدمين صنائع الأمن القومي اليمني لإبقائه تحت الاحتلال إلى الأبد.