ايها الجنوبي.. لا تساوم على وطنك بكسرة خبز!

2025-10-10 14:20

 

​في لحظة فارقة ومفصلية من تاريخ الجنوب، نكتب إليك أنت... أيها الجنوبي الحر، شيخًا كنت أو مناضلًا، قائدًا أو مواطنًا بسيطًا، لأن الجميع اليوم معنيون، والمرحلة لا تستثني أحدًا. الوطن ينزف، والكرامة تُساوَم، والخبز يُستخدم كسلاح أخطر من الرصاص.

 

نحن لا نعيش فقط أزمة كهرباء أو رواتب أو خدمات، بل نواجه محاولة ممنهجة لاغتيال وطن بأكمله من داخله، لقتل الإرادة، وكسر الكبرياء الجنوبي، وتحويلنا إلى شعب جائع منهك، مستعد أن يبيع قضيته في سوق المساومة من أجل فتات، من أجل البقاء لا العيش بكرامة.

 

يريدون منّا أن نتخلى عن قادتنا، عن قضيتنا، عن دماء الشهداء، مقابل كيس دقيق أو راتب موقت. ولكن الحقيقة المرة التي يجب أن نعيها جميعًا، أنهم سيقطعون هذا الخبز فور أن ننكسر. عندما نهزم، عندما نصمت، عندما لا يجدون فينا من يدافع عن الجنوب، لن يمنحونا شيئًا... لا وطنًا ولا رغيفًا.

 

أخطر ما نواجه اليوم ليس الفقر، بل المخطط الذي يريد تفكيكنا من الداخل. لقد صنعوا لنا بيئة كاملة للصراع بيننا، إعلام ضخم، أموال ملوثة، إشاعات، دسائس، يريدون أن يكون في كل بيت حزب، وفي كل شارع انقسام، وفي كل قرية خصومة، حتى نُفني أنفسنا بأيدينا.

 

أيها الجنوبي... آن الأوان أن نقف ونقول: كفى! 

الوطن لا يُقايض، لا يُباع، ولا يُفاصل عليه في السوق السوداء. 

فمن لا يستطيع القتال، فليصمت. ومن لا يقدر على الصبر، فليكن عونًا لا خنجرًا في خاصرة الجنوب.

الوحدة الجنوبية اليوم ليست شعارًا، بل فرض وطني. الجوع لن يقتلنا إن كنا موحدين، لكن التشرذم سيفتك بنا ولو كانت خزائن الأرض بأيدينا. لن يمنحنا أحد وطنًا على طبق من ذهب، نحن من ننتزعه، نزرعه بوعينا، ونبنيه بسواعدنا.

 

الجنوب هو الخبز والكرامة والحياة. 

الجنوب هو مستقبل أبنائنا. 

الجنوب هو كل ما نملك، ومن لا يعي ذلك، فهو يفتح الباب لانقراضنا رويدًا رويدًا.

 

فيا أبناء الجنوب... انتبهوا! 

لا تكونوا وقود مخططاتهم، ولا تخدموا بألسنتكم من لم يجرؤ على مواجهتكم بالسلاح. 

الجنوب يستحق التضحيات، ويستحق أن نقف من أجله موحدين، شجعان، ثابتين خلف قادتنا .

 

*- د عبدالله عبدالصمد