تنتشر آفة المخدرات في مجتمعاتنا بشكل متسارع، حتى باتت تهدد أمننا واستقرارنا، وتستهدف شبابنا في عقولهم وأجسادهم وأخلاقهم. ولم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على المدن فحسب، بل وصلت إلى القرى والبوادي، حتى بات الخطر قريبًا من كل بيت.
المخدرات ليست مجرد مواد تُستهلك، بل أدوات قتل بطيء، تُدمّر العقول وتُهدم القيم وتفتح أبواب الجريمة والانحراف. وهي وسيلة من وسائل الأعداء لإضعاف المجتمعات وتمزيق النسيج الاجتماعي، خاصة في ظل غياب الوعي، وتقصير الجهات المسؤولة.
وقد نهى الإسلام عن كل ما يضر بالعقل والنفس، فقال تعالى: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا﴾ [النساء: 29]، وقال النبي ﷺ:
"كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" [رواه مسلم].
وإذا كانت الخمر تُحرّم لأنها تذهب العقل، فكيف بالمخدرات التي تفوقها خطرًا وفسادًا؟!
إن مكافحتها مسؤولية جماعية:
الدولة مطالبة بتتبع المروجين ومعاقبتهم.
الأسرة مطالبة بالرقابة والتوجيه.
المدرسة والمسجد دورهما في التوعية لا غنى عنه.
والمجتمع بكل فئاته يجب أن ينهض بمسؤوليته الأخلاقية والدينية.
فلنُعلنها حربًا شاملة على هذه الآفة القاتلة، ولنقف صفًا واحدًا لحماية شبابنا ومستقبل وطننا. إنقاذُ جيلٍ من الضياع أعظم من ألف نصرٍ في معركة. فلنتحرك الآن... قبل فوات الأوان.