يعيش اليمن اليوم على حافة مجاعة حقيقية، بفعل تراكمات خطيرة أبرزها الفساد المستشري، وانهيار العملة، وتوقف تصدير النفط، وتعطيل مؤسسات الدولة. هذه العوامل مجتمعة دفعت ملايين اليمنيين إلى الفقر المدقع، وجعلت توفير لقمة العيش تحديًا يوميًا.
العملة الوطنية تفقد قيمتها سريعًا، والأسعار ترتفع بجنون، في ظل غياب الرواتب وانعدام فرص العمل. ومع توقف تصدير النفط – المورد الأساسي للاقتصاد – تتراجع قدرة الدولة على تقديم أي خدمات، بينما يتضاعف عبء الحياة على كاهل المواطن البسيط.
الفساد، والمحسوبية، وتغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة، جعلت من العمل الإنساني تجارة، ومن الدولة كيانًا غائبًا، لا يشعر بأوجاع الناس ولا يتحرك لإنقاذهم.
إن المجاعة اليوم ليست خطرًا محتملًا بل واقعًا يتشكل أمام أعيننا، والسكوت عليه جريمة أخلاقية وإنسانية.
آن الأوان لوقفة وطنية جادة، ومحاسبة الفاسدين، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.