وفاة آخر جندي في ‘‘جيش الليوي‘‘ شارك في حملة ‘‘بن عبدات‘‘ المتزامنة مع الحرب العالمية الثانية

2018-09-11 10:41
وفاة آخر جندي في ‘‘جيش الليوي‘‘ شارك في حملة ‘‘بن عبدات‘‘ المتزامنة مع الحرب العالمية الثانية
شبوه برس - خاص - عتق

 

إنتقل الى جوار ربه يوم أمس الأول المصادف 9 سبتمبر المغفور له باذن الله تعالى "الشيخ علي بن منصور بن لحول القروة باراس العولقي" من مواليد 1333 هجري

 

والشيخ القروة آخر جندي من جيش محمية عدن المعروف اختصار باسم "الليوي"  شارك في الحملة البريطانية على "عبيد صالح بن عبدات" في الغرفه بحضرموت المتزامنة مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 م

التحق الفقيد "القروة" بالجيش البريطاني الليوي في محمية عدن في 1941م وقد سبقه الكثير من أبناء العوالق الذين يشكلون حوالي  40 % من قوام جيش المحمية الذي أنشي عام 1927م ونسبة الضباط من أبناء العوالق تشكل % 33.

كان الجندي حينها علي بن منصور القروة من ضمن القوة المشاركة في الهجوم على مدينة الغرفة من أعمال سيئون في مطلع عام 1945م بعد أن تمّ دحر القوات الإيطالية والألمانية في معظم الجبهات، وقامت بريطانيا بتحويل جزء من قواتها العائدة من تلك الجبهات إلى حضرموت لتنفيذ ما سبق أن قررته عام1939م بهدف القضاء على حركة ابن عبدات.

 

حركة بن عبدات   

في فبراير 1945 ، في عهد المستشار روئست فلندي، جرّدت الحكومة البريطانية حملة ضخمة ضد بن عبدات، بعد أن جهزت جيش كبير مسلح بالمدافع الكبيرة والدبابات الهائلة والسيارات المصفحة.. وقامت بمحاصرة الغرفة وبدأت الحرب بالمدفعية التي كانت تضرب الحصون، وصدر الأمر بالهجوم وكان حصن المناخ والطنافرة أول حصن سقط في يد القوات النظامية، وهكذا استمرت الحرب بين بريطانيا وابن عبدات حتى سقطت الغرفة في يد البريطانيين في السابع من مارس 1945م .

وبعد استسلام ابن عبدات، تمت محاكمته وتقرر حبسه خمس سنوات، ومنعه من السفر من حضرموت، لكن بريطانيا أمرت بإطلاق سراحه بعد أقل من عشرة أشهر، وغادر إلى عدن ثم عاد إلى الشحر، وبعد ذلك سافر إلى اندونيسيا وتوفي هناك عام1963م .

أما سكرتيره محمد عبيد بن عبود فتم تسليمه للسلطنة الكثيرية التي نفته إلى عدن، وهناك عاش بقية عمره ومات فيها، وحُكِم على الشيخ هود عبد الله باعباد باشميلة بالإعدام ومات في السجن.

أما الأستاذ عمر سالم باعباد فقد غادر البلاد في مطلع عام 1941م للانضمام إلى انقلاب الكيلاني ضد الإنجليز في العراق وهرب الشاعر خميس سالم كندي إلى المكلا ومنها إلى عدن ثم إلى الحبشة وعاش بقية عمره في الصومال

وبالنسبة للحليف علي بن صلاح القعيطي، فبسبب توقيعه على معاهدة مع ابن عبدات تمّ نفيه إلى الشحر سنة 1946م ، ثم محاكمته، وفي عام 1947م غادر إلى عدن للعلاج ولم يطل به المقام فيها إذ عاد إلى القطن لينتقل إلى جوار ربه الحادي والثلاثين من مايو 1948م ، ومن الواضح أن أهم الدروس التي يمكن أن نستخلصها من ثورة ابن عبدات وحلفائه ضد البريطانيين تكمن في عدم وجود موقف واحد وموحد داخل البيتين الحاكمين في حضرموت آنذاك، الكثيري والقعيطي، تجاه الوجود البريطاني.

 

(منصور القروة باراس )