قال كاتب سياسي: "في الواقع الموضوعي هناك قوة واحدة متماسكة على الأرض، حملت مشروع إلتف حوله الناس ونالت تفويضاً يحمل أحلام الناس، خاضت غمار المعارك وأنجزت الجزء الأصعب والأهم ،هو تحرير الأرض ومراكمة الإنتصار ، قوة تمددت خارج جغرافية مشروعها لتحرر مناطق تمتد من تعز والحديدة وحتى مأرب ، تلك هي قوة المجلس الإنتقالي".
وقال الكاتب "خالد سلمان" في موضوع رصده محرر "شبوة برس" على نافذة الكاتب على منصة إكس وورد فيه:
وأنت تنقده لاتسأل ماهو البديل عن المجلس الإنتقالي ، فالبديل عن الإنتقالي هو الإنتقالي نفسه ، مع تصحيح إختلالاته في ما يتصل بالحقوق والحريات ، وتطهير مؤسساته الشرطوية، بتنظيف السجون وتفعيل إحالة المنتهكين إلى المحاكمات ، ووضع مرجعية حاكمة لقيادات امنية تحولت إلى سلطات قائمة بذاتها فوق القانون ، وتحسين أداء الأجهزة المتصلة بتعاملها اليومي بالمواطن ، تجفيف الفساد والإثراء غير المشروع، وإعلاء قيم طهارة الثورة لا مغانم السلطة بتوجيه السؤال للقيادات كقاعدة فرز : من أين لك هذا مالاً وعقارات ، عزوة شللية وبسط نفوذ ، وكذا توسيع نطاق شفافيته ىإعتماد معادلة تحصين النصر المحقق بالإنفتاح على النقد، وإعادة بناء منظومته السياسية التنظيمية، بإرساء معايير تدوير المواقع القيادية على أساس الكفاءة لا الثقة ، والولاء للمشروع لا للمنطقة، مع التخفف من وضع الترهل الوظيفي والتعيينات القيادية الفائضة عن الحاجة .
البديل عن الإنتقالي هو الإنتقالي ذاته ، الذي ينبغي ان يكون اكثر ديمقراطية يحمل نموذجه الجاذب غير القمعي غير الجهوي العنصري ، الانتقالي المنفتح على كل الجهات بتحالفاته ، الإطار المؤسسي الذي يتخطى العواطف ، ويدرك جيداً إلى أين ستقوده هذه الخطوة أو تلك ، ما الذي تضيفه لمشروعه وما الذي تسحب منه.
اليوم السبت سقط شهداء له في الساحل الغربي ، وقبلها في تعز ومأرب والحديدة ، هذا الدم ينبغي له أن يزهر تحالفاً واسع الطيف ، يوسع قاعدة أنصار مشروعه، لا يستعدي من يجب أن يكونوا ظهيراً له ، ويسلمهم بنزعات فوضوية ومراهقة سياسية عند البعض ، وعدوانية للفقراء غير مبررة ، هدية مجانية وتسليم مفتاح للخصوم.
في الواقع هناك تحالفات غير معلنة تطل برأسها هنا وهناك ، بين الحوثي وأطراف الدين السياسي، وربما من داخل تجنحات السلطة ، تتقارب فيها المصالح وتتحد البنادق، ويعاد رسم العدو المشترك جنوباً ، هذا التحالف يستوجب تحالفاً مقابلاً له ، أكثر جذرية وصدقية ، ومغادرة حسابات الجغرافيا وهواجس المنطقة، وحالة التهيب من الآخر حد الإنكفاء.
من ينقدك لا يحمل نصل خنجر ولا صوب طلقة ، ولا يُحِدث في جسد الإنتقالي جرحاً ، هو ضمادة تداوي ولا تجرح ، وعين لك لا عين عليك، الممالأة والمديح الزائف وإعتماد الهِتيفه ، هو وحده من يدمر البنيان يحطم الآمال ويقود للطريق المسدود، والأفق الغائم والرؤية التي لا تفضي إلى مكان .
لا تقلق من النقد ، غياب من ينقدك أو تغييبه بالترويع والتخوين، يقرع الجرس بان هناك خطر محدق يتربص بك ، وإن هناك حافة هاوية وأنك ليس على مايُرام.