لم يفهم البيض الملاحظة الذكية لصاحب السمو الملكي وزير الخارجية السعودي السياسي الفذ ،الامير سعود الفيصل عندما
زار عدن والتقاه بمكتبه قبل اسابيع مما يسمى بالوحدة ،لينصحه بالتراجع عن عزمه تسليم الجنوب دون قيد أو شرط ،وعرض عليه تقديم مساعدات اقتصادية لظنه أن نظام البيض يعاني من ازمة اقتصادية ،كانت ملاحظة وزير الخارجية السعودي قوله للبيض:(انتم قليل وهم كثير.) فكان رد البيض على سموه:(هذي جضية وطنية يمنية!)
وانظروا صدق ملاحظة سعود الفيصل وواقعيتها !وانها كانت نصيحة صادقة من اشقاء,رأوا أن هذه الوحدة لن تكون لصالح شعب الجنوب,وهو الذي سيدفع ثمنها ٫اذ ستقضي على استقلاله وهويته وعزته وكرامته ،لأنها وحدة. غير متكافئة ،فسكان شعب اليمن الشمالي خمسة اضعاف عدد سكان الجنوب ،الذي كان على البيض ان يضحي به لكي يدخل التاريخ!وثقافتهم مختلفة عن ثقافة شعب الحنوب.
وانظروا كيف يسيطرون ومنذ ٣٥,عاما على ثروات الجنوب الذي حجر عليها نظام الثاني والعشرين من يونيو الارعن ،
ويسيطرون على الصناعة والزراعة والتجارة!
لم يفهم البيض المندفع دائمًا ملاحظة سمو الامير سعود الفيصل ٫اذ بدلاً من ان يضعها امام حزبه ليدرسها عجل بتسليم الجنوب خلافا لاتفاقيته مع العفش الصالح التي وقعها في الذكرى 22 لاستقلال الجنوب التي نصت على تحقيق وحدتهما في 30نوفمبر عام 1990 لكن البيض اختصر الفترة من عام الى نصف عام.بعد مقابلة وزير الخارجية السعودي خشية مؤامرات الاعداء.
ثم راح يستجدي السعوديون ، الذين نصحوه بالحفاظ على استقلال بلاده،الدعم لاستعادتها! فرد على وزير خارجيتهم بوقاحة:(هذي قضية وطنية يمنية!)
وكما اهان وزير خارجيتهم اهانوه! وهانحن نستجدي اليوم استقلالا من السعودية ودول عاداها نظام الحماقات التاريخية،بعد أن فرط البيض في بلدنا ،وكان سيفعلها قبله وبعده اخرون ،لأن مايسمى بالوحدة اليمنية هي مؤامرة رسمت ضد الحنوب من خارجه!وكان على الذبن تولوا امره بعد خروج بريطانيا أن ينفذوها.
فقط كان يمكن اسقاط تلك المؤامرة بأسقاط النظام الذي تبناها ،ولكن هيهات! فمن كان يجرؤ أن ينبس بكلمة ضد النزق والشطط والشطح الوحلي، ناهيك عن النفكير بأسقاط نظام قمعي ارعن؟
شعب الجنوبي بريء من تلك الوحدة ،وهو يناشد اشقاءه واصدقاءه الوقوف إلى حانبه ومنحه حقوتقرير المصير