مدنية أم قبلية؟

2025-04-13 21:36

 

التشكيلات العسكرية والأمنية في عدن تذكرك دائما بحكاية الأعور الذي ضربوه على عينه فقال: مش مشكلة.. خسرانة.. خسرانة.

 

رغم أن العبد لله رياضي يلتزم بالكروت الصفراء والحمراء المصاحبة لأي همجية أو خروج عن نص الروح والأخلاق الفاضلة، إلا أنني لا اعترض سياسيا على تطييب الخواطر بالعرف القبلي، لاحظوا قلت تطييب، وليس احتكاما لحل التجاوزات أو الخروقات.

 

ورغم أننا نعيش في (غاغة) ترى فيها الانحلال يضرب القوانين من تحت الحزام، إلا أن تحييد القانون في مدينة تركيبتها مدنية من رأسها حتى أخمص قدميها لا ينتج إلا مزيدا من الحماقات وقد قالها شاعر زمان:

 

لكل داء دواء يستطب به

إلا الحماقة أعيت من يداويها

 

عدن المدينة التي عرفت النظام والقانون في زمن كانت فيه دول الشرق الأوسط نطفة وربما مضغة، تنبذ حلول الأعراف القبلية البالية التي تكرس أفكارا مغلوطة تعدم القانون وساحات القضاء.

 

الذين أغرقوا عدن في بحر هائج من الأزمات والخدمات هم ذاتهم الذين يتصدرون مشهد الإساءة لتاريخ عدن مع النظام والقانون.

 

أرفض أن يكون الثور فارس الرهان المذبوح وسيد المكان المبطوح، ما ذنب الثيران أن تدفع ثمن حماقات من لا يقدسون أمن عدن ونظامها؟ ثم ما موقف هؤلاء المتخاصمين والمتصالحين على تخوم الثور المذبوح من جمعية بارجيت باردو المتخصصة في الدفاع عن الحيوانات؟

 

عدن اليوم بحاجة إلى تفعيل قنوات الحزم والحسم، الصد والرد ضد كل قيادي أمني أو مسؤول حكومي يرتكب مخالفات قانونية بحق الشرف الرفيع مع سبق الإصرار والترصد.

 

أما إذا استمر مسلسل العبث الأمني والارتجال العسكري، فلا لوم أن شاهدنا نظام غاب يأكل فيه المسؤول مع الذئب ويبكي مع الراعي.

 

عدن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما إعلانها عاصمة مدنية بحق وحقيقة، يطبق فيها القانون على المسؤول قبل المواطن، أو صبغها باللون القبلي المتخلف حيث تكون كلمة الفصل لثور الله في برسيمه.