لقد مثًّلَتْ زيارة الرئيس عيدروس الزبيدي الميدانية إلى كل محافظات الجنوب نقلة نوعية في مسار القضية الجنوبية محليًّا وإقليميًا ودوليًا وحق شعب ا لجنوب في استعادة دولته، تزامنا مع الزيارة هناك عددًا من المستجدات المتسارعة في المشهد.
الحوثي يدعو إلى صلح الحديبية مع الشرعية وسيقدم تنازلات إلى حين.. روسيا تدعو لحل سياسي للأزمة اليمنية بشكل عاجل وإلى انخراط كل الأطراف اليمنية في حوار سياسي لإيجاد تسوية سياسية تحول دون المزيد من سفك الدماء وفق بيان الخارجية الروسية.
وزير الخارجية الزنداني في مقابلة مع الجزيرة نت العودة إلى خارطة الطريق التي جاءت بجهود سعودية وعمانية لم يعد ممكنًا بسبب تصعيد الحوثي في البحر الأحمر وتهديد حرية الملاحة التجارية الدولية وأمن المنطقة.
وبيان وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون الضربات العسكرية تستهدف تدمير بنية الحوثي وشل قدراته العسكرية لإنهاء تهديده واستهدافه حرية الملاحة والشحن البحري وليس لتغيير النظام ورئيس الوزراء العراقي السابق يصل إلى صنعاء في إطار وساطة عراقية للتهدئة وحاملًا رسالة وساطة من الجانب الأمريكي للحد من التصعيد في المنطقة.
العليمي اجتمع بالقيادات العسكرية والأمنية بشأن التعامل مع المستجدات في الشأن اليمني وقال الجنوب يمثل مركز الثقل في معركة استكمال استعادة الوطن. وأبناء حضرموت في لقاء الرئيس الزبيدي رددوا تحرير الوادي واجب علينا واجب في إشارة إلى أن تحرير الشمال يقع على أهل الشمال وأن تحرير وادي حضرموت ومكيراس يقع على شعب الجنوب وقواته العسكرية والأمنية ونُخَبِه بقيادة مجلسه الانتقالي والرئيس عيدروس يؤكد أن وادي حضرموت في قلب كل جنوبي وستكون له زيارة قادمة، فيما كان قد أكد في اللقاء أن شعب الجنوب لن يخضع وسينتصر بإرادته على كل محاولات تركيعه وسيضع يده على كل ثرواته وموارده وهو ذات التأكيد في لقاءاته بشبوة والمهرة وفي سقطرى أكد على استقلالية القرار الإداري والمالي وبما يتيح لمحافظة سقطرى إدارة شؤونها بكل كفاءة وفعالية، وفي إشارة وفقًا لكل ذلك كما نراه إلى التمكين ووضع اليد، فيما المجتمع الإقليمي والدولي ومن أجل ضمان الأمن والاستقرار في المنطقة وسلامة الممرات المائية وتأمين حرية الملاحة والشحن البحري ربما يكونوا قد توصلوا إلى قناعة أن استعادة شعب الجنوب لدولته هو المخرج الأكثر ضمانًا لذلك، تفاصيل أوفر لما استعرضناه في صحيفة "الأيام" الغراء المواكبة للحدث أبدًا في أعدادها للأيام الاثنين-الخميس 17-20 مارس الجاري..
في خضم هذه المستجدات وأثرها- المتوقع - على رسم خارطة سياسية جديدة يكون من نوافل القول - وهو بيت القصيد لمقالنا - التنويه إلى أهمية التقاط عوامل اللحظة التاريخية المناسبة على صعيد المزيد من حضور القضية الجنوبية وحاملها وممثل شعب الجنوب في استعادة دولته المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي في المشهد السياسي العام كطرف أساس وفاعل في المعادلة السياسية المحلية والإقليمية والدولية وسيتعزز حضوره لاريب من خلال التمكين/ الإدارة الذاتية/ وضع اليد كمنظومة متكاملة على طريق استعادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال بحدودها الدولية المتعارف عليها حتى 21مايو990م تلازمًا مع الارتقاء بالعلاقة الدبلوماسية مع المجتمع الإقليمي والدولي للحصول على الدعم والإسناد، فضلًا عن تقوية وتماسك الجبهة الجنوبية الداخلية باعتبارها صمام الأمان لكل ذلك.
إن نجاح كل هذه الخطوات يتطلب انضاج شروط ومقومات تحقيقها في الواقع وقوى تنفيذية مؤهلة ومجربة وذات قدرة على الفعل في الميدان العملي الملموس وفي إطار رؤية عملية ودقيقة محسوبة النتائج.
وإعطاء رسالة تطمين للخارج الإقليمي والدولي بالحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين في المنطقة وتأمين الممرات المائية وحركة الملاحة.. وخلاصة القول دول العالم تتعامل مع من هو موجود على الأرض ويضمن مصالحها، العصر عصر المصالح وسياسية المصالح، ولسان حال أبناء شعب الجنوب يقول: ( قبل أن يفكر الناس بالسياسة والأدب والفن فكروا بما يحتاجوا من المأكل والمشرب والملبس والمسكن).