من مفكرة استاذ جامعي

الشخصية الجغرافية لمحافظة شبوة الحلقة الأخيرة (4-4)

2025-03-21 17:31

 

النفط والغاز ..الشهد الجرداني..السياحة.. والموروث الاجتماعي 

 

شبوة بلاد النفط والغاز

تتوفر في أرض شبوة بشكل مثالي القباب المحلية التي تشكل أفضل مصائد النفط والغاز ويكاد يكون النصف الشمالي من شبوة معظمه صالح للتنقيب والاكتشافات النفطية لتوافر الشروط الممتازة التي تؤشر إلى إمكانية وجود النفط.

 

وكما هو معروف تعتبر شبوة محافظة نفطية منذ إعلان اكتشاف النفط فيها (أبريل 1986م) وإلى اليوم تتهافت عليها عشرات الشركات العالمية (وفي هذا الموضوع لنا مقالة علمية خاصة سنتناول فيها جيولوجية وجغرافية النفط في شبوة ، سوف نقوم بنشرها في عدد لاحق إن شاء الله).

 

شبوة... الشهد الجرداني

تنتج محافظة شبوة مايقارب %25 من إنتاج العسل الممتاز ذي المنفعة الصحية والغذائية مثل العسل الجرداني الذي تغنى به الشعراء ، وكذا عسل العلب الذي الكثير من منوبوه من وادي يشبم ويطلق على أجودة تسمية (البغية) ويمتص النحل رحيقه من ثمار شجرة السدر (العلب) ويصدر بكميات كبيرة إلى الدول المجاورة.

 

شبوة... السياحة

تعد محافظة شبوة متحفا سياحيا يمكن للسائح والزائر أن يتجول في أروقته على الطبيعة حيث لاتخلو مديرية من مديرياتها من وجود مواقع أثرية وسياحية وتاريخية بدءا من الآثار التي تدل على حضارات العصور القديمة ممثلة بالممالك  أمثال مملكة قتبان وعاصمتها تمنع في وادي بيحان ومملكة أوسان وعاصمتها مسورة المغمورة في ثنايا ارض مرخة ومملكة حضرموت وعاصمتها شبوة في مديرية عرماء الصحرواية ومرورا بالمدن التاريخية  الظاهرة على سطح الأرض والتي تعود إلى مئات السنين وانتهاءا بسياحة الطبيعة كواحات النخيل حيث المناظر الخلابة عند واحات النخيل بمديرية الروضة وسياحةالسواحل الدافئة حيث شواطئ ساحل أمبح وبئر علي المجاوران لمديرية ميفعة برمالهما البيضاء التي تفوح منها رائحة اللبان التاريخية وبوجود حصن الغراب وكريف شوران هناك ..ناهيك عن سياحة الأماكن الصحية والعلاجية حيث توجد عيون وينابيع المياه الكبريتية الحارة والدافئة في منطقتي رضوم والحوطة.. كما تتزين (حيود شبوة)-جبالها- بانتشار ظاهرة النقوش على جدرانها والماثلة للعيان في العديد من المواقع والمواضع الجغرافية على جبال الصعيد وجبل العقله وفي وادي عبدان ومناطق أخرى متفرقة.

 

شبوة... والموروث الاجتماعي الأصيل

تتميز شبوة بكونها زاخرة بفنون تراثية وعادات وتقاليد.. ففيها الحرف التاريخية كحياكة المعاوز الشبوانية الأصيلة في مديرية الروضة، والحدادة.. والصناعة الخزفية العريقة.. وفي شبوة الشعر والشعراء الشعبيون على مستوى عال.. تجدهم في كل مديرية ومنطقة وقرية يقولون شعرا أصيلا و(يشلون) الزوامل في المناسبات الدينية والأعراس ..وفي شبوة الحكمة والحكماء وبها الأمثال الشعبية التي لا تبلى مع الزمان وبها رجال حباهم واجتباهم الله بالخلق الكريم والعلم.. رجال حلم وقوة وعفو عند المقدرة.. فتشوا عنهم ستجدوهم ولاتغرنكم قضايا الثأر فيها...

 

 هكذا هي شبوة عندما ننظر لها بعيون ثاقبة نستلهم منها الماضي الحضاري ونرنو للمستقبل ، فسنجدها محافظة عميقة الحضارة وذات موقع جغرافي عبقري.. غزيرة في الموارد.. ورائعة في طبيعتها الخلابة.. وكريمة وأصيلة في عادات ناسها.

 

د.صلاح سالم أحمد

محاضر (سابقا)في قسم الجغرافيا كلية التربية شبوة

 جوال:781104518

ما كتب أعلاه..مصادره:

---------------------------

1ـ معايشة الباحث عن قرب اثناء العمل في شبوة لعشرين عام مضت بين قطاعي التعليم الثانوي ثم التعليم الجامعي.

2ـ الاعتماد على تخصص الباحث في علم الجغرافية .

3ـ النزول الميداني اثناء اجراء الدراسات البحثية عن بعض مديريات المحافظة.

4ـ المصادر التاريخية لشبوة.