الشخصية الجغرافية لمحافظة شبوة الحلقة (2)

2025-03-17 03:07

 

شبوة المعالم والاثار التاريخية

أهمية موقع شبوة عبر التاريخ

---------------------------

أطلق اسم شبوة على المحافظة نسبة إلى مدينة شبوة التاريخية التي كانت آنذاك عاصمة مملكة حضرموت القديمة.. وعرفت بالمركز التجاري لها حيث كانت تجمع فيها سلع البخور واللبان.. ومنها تنطلق القوافل التجارية إلى سائر أنحاء الجزيرة العربية وصوب مناطق البحر المتوسط..لازالت آثار هذه المدينة تحتفظ ببقايا الجذور الحضارية في الجزء الشمالي الشرقي من المحافظة ضمن مديرية عرمه.. وقد عثر فيها الكثير من نقوش وأطلال القصور وهياكل السدود. وقد 

 

 اشتهرت محافظة شبوة تاريخيا بمينائها البحري الشهير (قنا) الذي مثل شريان التجارة مع شرق أفريقيا وبلاد السند وفارس وعمان . ومنذ العصور التاريخية الموغلة في القدم كان مرفأ قنا ملتقى لسلع البر والبحر.. ومنه تصدر سلع الجنوب كالبخور واللبان والأحجار الكريمة ..وإليه ترد سلع شرق أفريقيا النفيسة وتوابل الهند.. ولازالت آثار مدينة قنا ماثلة للعيان في المنطقة الساحلية الجنوبية لمحافظة شبوة من خلال الكتابات الأثرية والصهاريج وبقايا الحصون والقلاع ومستودعات خزن السلع الواقعة بجوار أرض المرفأ وهي خير شاهد على حضارة سادت.. ويتوقع إحياؤها إذا ما تم تحقيق استثمار الموارد الإستراتيجية التي تكتنزها هذه المحافظة على أكمل وجه. 

 

ولم تقف الأهمية الجغرافية لموقع هذه المحافظة عند حد عاصمتها التجارية القديمة شبوة.. وحيوية مينائها قنا بل كانت معظم مناطقها عنوانا بارزا في تشكيل ملامح لاتنسى من صفحات تاريخ الجنوب.. 

 

ففي أحضان وادي بيحان الذي تجري مياه سيوله في الجزء الشمالي الغربي من المحافظة، هناك أرست مملكة قتبان قواعدها الحضارية وعاصمتها تمنع التي لاتزال تشاهد آثارها في منطقة هجر كحلان. وفي ميفعة تبدو آثار حصن نقب الهجر الذي يعد متحفا تاريخياً لحضارة الحميريين. بينما تحكي لنا أرض مرخة وتروي قصة نشوء وتطور تاريخ مملكة أوسان التي لازالت آثار عاصمتها مسورة مطمورة في ثنايا تربتها ذات الخصب الحضاري. 

 

وهكذا كان موقع شبوة عبر التاريخ ..ألم يكف لتأكيد أهميته قيام ثلاث ممالك جنوبية في هذه الأرض.. حضرموت - قتبان- أوسان..؟!

 

د.صلاح سالم أحمد

محاضر (سابقا)في قسم الجغرافيا كلية التربية شبوة

 

ما كتب أعلاه..مصادره:

--------------------------

1ـ معايشة الباحث عن قرب اثناء العمل في شبوة لعشرين عام مضت بين قطاعي التعليم الثانوي ثم التعليم الجامعي.

2ـ بالاعتماد على تخصص الباحث في علم الجغرافية .

3ـ النزول الميداني اثناء اجراء بعض الدراسات البحثية عن بعض مديريات المحافظة.

4ـ المصادر التاريخية لشبوة.